أدى تزامن عيد الفطر المبارك مع الذكرى التاسعة لهجمات ال11 من سبتمبر إلى شيوع حالة من القلق بين مسلمي أمريكا، فهم يريدون الاحتفال بعيدهم، لكنهم يخشون من سوء فهم متوقع من جانب الفئات المتحفزة ضد الإسلام. يخشى المسلمون في أمريكا أن يستغل المعادون للإسلام، هذا التزامن لاتهامهم بأنهم يحتفلون بذكرى تدمير برجي التجارة في نيويورك. ويزيد من قلق المسلمين أن العيد يتزامن أيضا مع تعمق الجدل المحيط بمشروع بناء مركز إسلامي ومسجد بالقرب من المنطقة التي وقعت فيها الهجمات، والتي يشار إليها بالمنطقة صفر، في نيويورك. وعبرت كبرى المنظمات الإسلامية في أمريكا عن خشيتها على المسلمين، حيث قال مدير الاتصالات الوطني في مجلس العلاقات الإسلامية الأمريكية «كير» إبراهيم هوبر في تصريح نقلته شبكة الأخبار الأمريكية cnn: «سوف يتردد أبناء الجالية الإسلامية في الاحتفال بهذه المناسبة، التي تصادف ذكرى هجمات سبتمبر، رغم أن الأمر لا يعني الاحتفال بتلك الهجمات». وجرت العادة أن تستمر الاحتفالات بالعيد بشتى مظاهرها على مدى ثلاثة أيام، غير أن المركز الثقافي الإسلامي في فريسنو بكاليفورنيا، أعلن عن إلغاء خططه الاحتفالية بالعيد، وذلك لأسباب تتعلق بزيادة «الاعتداءات ضد الإسلام والمسلمين التي تلت اقتراح مشروع بناء مركز إسلامي ومسجد في حي مانهاتن»، بحسب بيان صادر عن المركز. وسبب البيان، الذي نشر في موقع المركز على الإنترنت، هذا القرار: «لمنع المتطرفين من استغلال فرصة الزعم بأن مسلمي أمريكا يحتفلون في ذكرى هجمات 11 سبتمبر». كذلك فعل المركز الإسلامي في مورفريسبورو في تينيسي، الذي كان محورا للأنباء في أعقاب تعرض مقر المسجد المقترح له للانتهاك الشهر الماضي. وقال نائب رئيس المركز، عبدو قطية: «إنه ليوم حزين لنا نحن الأمريكيين وللأمة كلها، ولا نشعر بأنه من المناسب الاحتفال في اليوم ذاته الذي يصادف ذكرى الهجمات». من ناحيته، قال نعيم بايج، نائب رئيس الشؤون العامة في «كير»: «إن موجة الهجمات المعادية للمسلمين تؤثر بالفعل في الجالية المسلمة.. ويخشى البعض من عنف ضد المراكز الإسلامية، فضلا عن ذلك، فإننا نشجعهم على أن يكونوا أكثر انفتاحا، وأن يتركوا الناس يأتون إلى هذه المراكز». كما تم تأجيل أو تقديم «يوم العائلة المسلمة» إلى العاشر من سبتمبر أو ال12 منه، الذي ستحتفل به كل المدن التي تضم جاليات إسلامية، حتى لا يتصادف مع ذكرى الهجمات. من جانب آخر، دعا ائتلاف للجماعات الإسلامية الفاعلة إلى إعلان يوم 11 سبتمبر يوم خدمة عامة، وذلك في محاولة لتلميع صورة المسلمين الأمريكيين في هذا الوقت الحساس، ذلك أنه يعتقد أن كل الأعين ستتجه نحو المسلمين، على اعتبار أن الصورة الإعلامية حولهم ستتركز حول إدارة المسلمين الأمريكيين ظهرهم للشعب الأمريكي .