ظلت أنظار العالم مركزة طوال الأيام الأخيرة على مأساة عمال منجم سان خوزيه للذهب والنحاس في منطقة صحراء أتاكاما البالغ عددهم 33 شخصا المحاصرين تحت سطح الأرض على عمق 700 متر منذ أكثر من ثلاثة أسابيع في تشيلي. ولجأ العمال إلى غرفة شديدة الحرارة بعدما انهار الممر الذي كانوا يعملون داخله. وظل رجال الإغاثة يزودونهم بالأشياء الضرورية عبر أنبوب رفيع؛ حيث يعيشون الآن على الماء وملعقتين من التونة ورشفات من الحليب وشيء من المكسرات كل يومين. وأثارت هذه المأساة الغضب من صناعة التعدين وفشلها في حماية العاملين فيها وفشل الرؤساء والسياسيين في التصدي للمخاطر التي تحيط بها مثلما حدث في الصين وولاية فرجينيا الأمريكية وأماكن أخرى. ولا يزيد قطر الفتحة التي يتم عبرها الاتصال بهم عن أربع بوصات توفر نافذة لتلقي طلباتهم الضرورية مثل الأدوية وأجهزة الاستنشاق ومعجون الأسنان. وقد فشلت محاولتهم للهروب من خلال قناة تهوية لأنهم اكتشفوا أنها مغلقة من الخارج بسلم الطوارئ. وبدلا من ذلك، اختاروا زعيما من بينهم، وانتظروا المساعدة. ولم يود بعض المسؤولين وخبراء في مجال الصحة العقلية أن يحطموا معنويات الرجال المحاصرين ولم يخبروهم بأن إنقاذهم قد يستغرق ثلاثة إلى أربعة أشهر بحفر أنفاق تخرجهم من الظلام. وهم يدركون جيدا نوعية الجدران الصخرية الصلبة المحيطة بهم. وسيتعين على هؤلاء العمال إزالة آلاف الأطنان من الصخور التي ستتواصل في التساقط مع فتح الأنفاق لإنقاذهم. وأدى تدخل الرئيس التشيلي سيباستيان بينيرا في جهود الإنقاذ إلى تخفيف آلام عائلات الضحايا خاصة عندما أمر بفتح تحقيق في سبب انهيار في المنجم الذي تملكه شركة إسبانية مع فتح بلاغات جنائية ومدنية ضدها، ومحاسبة كل من تثبت إدانته. والأهم من هذا وذاك أن الرئيس أمر بمراجعة صناعة التعدين بكاملها في تشيلي على المدى الطويل والتركيز على مسألة الأمن والسلامة في المناجم.