تنحدر عائلة جون ماكين من أصول أسكتلندية وإيرلندية. واشتهر بالتمهل في اتخاذ القرارات ودخل في عالم السياسة بعد تردد. وفي البداية ترشح لمجلس النواب ثم الكونجرس، وأصبح نائبا وسيناتورا. وظل يبذل الكثير من الجهد للحصول على ترشيح الحزب الجمهوري قبل الانتخابات الرئاسية الأمريكية منذ عام 2000 ضد جورج بوش الابن بالذات. وهو يستعد الآن لدخول التنافس مرة ثالثة في الانتخابات المقبلة بعد أن ظن أعضاء حزبه أنه لن يترشح بعد أن فشل أمام المرشح الديموقراطي باراك أوباما . عاش ماكين في بيئة عسكرية وكان طيارا حربيا. ورغم ذلك لا تبدو على ملامحه تلك الصرامة التي يعرف بها العسكر بل هناك دائما مسحة من الحزن الذي لم يتحدث عنه يوما. والأمر الوحيد الذي يدل على ماضيه العسكري هو تلك الآثار التي تركتها أعوام التعذيب عندما كان أسيرا لدى الفيتناميين. واعتاد ماكين أن يوظف الأعوام التي أمضاها طيارا مقاتلا، ثم أسيرا بعد ذلك في جولاته الانتخابية، وكثيرا ما يستخدم لغة الإشارة بالغمز. أمضى ماكين أكثر من خمسة أعوام سجينا قبل أن يطلق سراحه ضمن أسرى الحرب، بعد توقيع اتفاقية باريس للسلام في يناير 1973. وعاد إلى بلاده في مارس ليتعرف الأمريكيون على الطيار الأسير للمرة الأولى بعد أن أصبح يتوكأ على عكازين، بشعره وزيه الأبيض الذي يدل على أنه يعمل في البحرية، وهو يصافح الرئيس ريتشارد نيكسون في احتفال خاص أقيم داخل البيت الأبيض. وعلى عكس عدد كبير من الأسرى، فضل ماكين أن يعود إلى الجيش بعد الإفراج عنه. ثم تقاعد في عام 1981 وقفز إلى السياسة حيث انتقل إلى ولاية أريزونا، وانتخب نائبا عام 1982 ثم سيناتورا في مجلس الشيوخ عن الولاية نفسها بعد فترتين في مجلس النواب، وأعيد انتخابه خلال أعوام 1992 و1998 و2004 لعضوية مجلس الشيوخ. وسيكون ماكين، إذا فاز بالانتخابات الرئاسية المقبلة، أكبر الرؤساء الأمريكيين سناً. لكنه يتمتع بحيوية واضحة ونشاط ملحوظ ويدافع عن مواقفه بغطرسة وشراسة وجرأة. وتعهد أنه سيعمل في حال انتخابه على إعادة بناء القوة العسكرية الأمريكية وتعزيز تحالفاتها، موضحا أنه يعرف كيف يقاتل وكيف يصنع السلام. وكان ماكين من أشد مؤيدي الحرب في العراق ويرى أن القوات الأمريكية يمكن أن تبقى هناك حتى 100 عام أخرى إذا كان ذلك سيقود إلى المحافظة على أمن بلاده. وحدثت أشهر المفارقات عن ماكين عندما أعطي انطباعا قويا بأنه لا يعلم شيئا عن موقع إسبانيا الجغرافي أو رئيس حكومتها خوسيه ثاباتيرو، خلال لقاء لإذاعة «راديو كاراكول» الكولومبية في ميامي، وبدا كأنه يضع ثاباتيرو في سلة واحدة مع قادة آخرين معارضين لبلاده في أمريكا الجنوبية، مثل رؤساء فنزويلا، وبوليفيا، وكوبا. وخلال اللقاء، أصر المذيع علي توجيه سؤال لماكين يتعلق بإمكانية استقباله ثاباتيرو في البيت الأبيض، ولكن السيناتور أكد أنه بمجرد توليه الرئاسة سيستقبل فقط «أولئك الأصدقاء الذين يتعاونون معنا». غير أن راندي سيشيونمان، أحد مستشاري ماكين، شدد على أن مرشح الحزب الجمهوري للرئاسة كان يعرف جيدا ثاباتيرو ولكنه لم يكن يرغب في أن يعطي التزاما باستقباله في البيت الأبيض. ويبدو أن ماكين لا يزال متمسكا بكل مواقفه، حيث أكد ذلك في حوار مع صحيفة محلية بولاية أريزونا قائلا: «لم أغير مواقفي، ولا تسألوني عن السبب». وكشف عن أحدث برامجه وهو حملة تحت شعار «الوقود المرن والكفاءة في استخدام الطاقة للحد من تلوث الكربون» .