يتهم الشباب - أحيانا – بالعبثية، وأحيانا أخرى بإهدار أوقاتهم في توافه الأمور وبالذات في رمضان. لكن شبانا التقتهم «شمس» رأوا أن هذه الاتهامات تطلق جزافا، ولا تأخذ في اعتبارها أن البدائل المتاحة أمامهم محدودة جدا. وقال هؤلاء الشبان إنهم يجدون في مقاهي «الكافي شوب» وغيرها من الأماكن التي يحتسون فيها أقداح القهوة ويتمتعون بالتدخين عقب الصيام، الساحة الوحيدة المتاحة أمامهم لتفريغ طاقاتهم. كما أنها توفر لهم فرصة الالتقاء بالأصدقاء بعد أشهر من الانشغال. تحدث أحمد الحدادي فقال «دون مبررات أنا أحد المدخنين، كما أنني أحد من ينتظر أذان المغرب في رمضان بفارغ الصبر وذلك لما أواجهه في نهار رمضان من ضغوط تجعلني أشتاق إلى «التدخين». وأضاف «عقب ثلاث حبات من التمر وفنجان قهوة أتجه مباشرة إلى غرفة التدخين التي خصصتها في منزلي، وتبدأ العملية بشراهة نوعا ما، وبعد ذلك أصلي في المسجد مع الجماعة وأعود وأكمل إفطاري، وأتابع المسلسلات الرمضانية، وأنا هادئ البال عكس ما أكون عليه وأنا صائم، بعد ذلك لا أجد ما يشغلني سوى الاتصال بالأصدقاء والاجتماع معهم في أحد المقاهي أو المجالس والبدء في تحليل المسلسلات الرمضانية التي شاهدناها ولكن بعد أن أقضي المستلزمات العائلية». ومثله يقول عبدالله الغامدي «لا أختلف عن معظم المدخنين بأننا لا نفكر إلا في السيجارة طوال يومنا العملي الشاق، حيث أنتظر بشغف ساعة الصفر والتي تسمح لي التقاط علبة السجائر والبدء في التدخين»، وأضاف: «أنا حديث عهد بالزوا، الأمر الذي يجعلني أمكث طوال يومي مع عائلتي عقب أن أملئ رأسي بالنوم بعد صلاة العشاء حتى الساعة ال11، وبعد ذلك أحتسي وأتناول ما تبقى من الإفطار، ومن ثم أنطلق مع زوجتي إلى أحد المتنزهات أو الأسواق والقيام بجولة جميلة من التبضع والتنزه والتمتع بوقتنا الجميل، عقب ذلك أعود للمنزل ويذهب وقتي بين تصفح بريدي الإلكتروني ومشاهدة أحد المسلسلات الرمضانية وإنجاز بعض أعمالي التي يجب علي إنهاؤها قبل الذهاب لعملي في اليوم التالي». أما علي الشهري، فوقف في الصف المضاد لسلوكيات الشباب في رمضان، وقال «التدخين، ومثل هذه التجمعات لا يأتي من ورائها سوى الأضرار والمصائب وتحمل المرء وزر النميمة والقيل والقال والطعن في أعراض الناس خصوصا في شهر رمضان الكريم؛ ولذا فالهروب من مثل تلك الاجتماعات له أفضل بكثير». ورأى الشهري أن «التنزه بالأسواق وارتياد الأندية الرياضية أو حتى اللعب في الحارات ببعض أصناف الرياضة هو الأنسب للشباب خلال شهر رمضان، وذلك بعد أداء فرائض الشهر الكريم من صيام وقيام وتلاوة القرآن الكريم وتدارسه وغيرها من العبادات». ورد الشهري على مبررات الشباب قائلا: «أعلم أن كثيرا من الشباب يقولون: ما البديل؟ وأنا أؤكد لهم أن البدائل متوافرة بكثرة ولكننا اعتدنا أمورا نقوم بها في رمضان، وأصبحت عادة لا نجد غيرها كالتجمعات في الأسواق أو التنزه بالسيارات في الطرقات أو الاجتماع في الاستراحات، ولو فكرنا قليلا لما قتلنا الفراغ والملل، فهنالك الأندية الرياضية المميزة، وهنالك التجمعات العائلية التي ننتظرها بفارغ الصبر في هذا الشهر الكريم وغيرها الكثير. وعن برنامجه اليومي أكد الشهري أنه يحرص على أداء كل الفرائض مع الجماعة ومن ثم يقسم يومه الرمضاني ما بين النادي الرياضي والمشي في طريق الملك عبدالله والتنزه مع العائلة أو الالتقاء مع الأقارب». من جانب آخر، قال محمد القحطاني «رمضان شهر خصه الله عن شهور العام بما يحمله من أجواء روحانية ونسمات إيمانية تساعد الإنسان على اجتناب المعاصي والمنكرات. وأنا أجد وقتي عقب صلاة التراويح مشغولا تماما، حيث أجتمع مع عائلتي ونتبادل أطراف الحديث حتى قرابة الساعة ال11، ومن ثم لدي موعد في إحدى الصالات الرياضية أمارس فيها الرياضة لمدة ساعتين وقد تزيد». وختم محمد سعد حديثه قائلا «بعد ذلك أعود للمنزل فأجد أن الكتاب ونيسي وهو الذي يشغل وقتي حتى أذان الفجر». وأشار محمد القحطاني إلى أمور تدفع الشباب لإهدار أوقاتهم في رمضان ومنها الفقر وغياب المدرسة في هذا الوقت من العام وغياب البدائل، مؤكدا أهمية تضافر جهود الجهات المعنية من أجل احتواء هذه المسألة التي تعد خطرة على الشباب والمجتمع بشكل عام إذا استمر على ماهي عليه. ورأى أنه يمكن توفير بدائل لاحتواء الشباب في رمضان، كنصب شاشات تليفزيونية كبيرة الحجم في الأندية أو الأماكن الواسعة لبث البرامج الهادفة والمفيدة للشباب، كما أن على الباحثين والمهتمين ومراكز البحوث العمل على إيجاد حلول لهذه المسائل المهمة التي تمس الشباب والمجتمع بشكل عام .