اعتبرت الكاشيرات اللاتي بدأن عملهن في مراكز تجارية في جدة، وظيفتهن فخرا للفتيات، لا يعيبها شيء، على الرغم من النقد الذي بدا على السطح في المجتمع الجداوي، إلى الدرجة التي أعلن فيها عدد من الشباب عزوفهم عن الزواج بالكاشيرات أسوة بالممرضات. وأوضحت خريجة الثانوية أمل أبو طالب أنها تعد نفسها من المحظوظات اللاتي حصلن على وظيفة كاشيرة: «السماح لنا بالعمل في الأسواق المفتوحة يتلمس حاجة الفتاة السعودية لكي تطرق كل مجالات العمل، فلم تعد الوظائف الميدانية حكرا على الرجال فقط». وبينت خريجة ثانوية عامة منذ أربعة أعوام شرين علي، أن أسرتها رحبت بالفكرة، واصطحبها والدها بنفسه إلى الإدارة، وتأكد من حجم الرعاية المطلوبة، لتبدأ المسيرة. واستبعدت الكاشيرة مها باقرماوي تعرضها وزميلاتها لأي نوع من المضايقات حتى الآن: «كمجموعة نسائية عاملة قرابة الشهر، لم نتعرض لأي نوع من المضايقات، بل على العكس لا نرى سوى نظرات التقدير، ولم نسمع سوى عبارات التشجيع من المتسوقين، الأمر الذي جعلني أفضل العمل ككاشير على العمل في المحال النسائية، لأن في العمل الحالي احتكاكا أكبر بالجمهور وهذا يكسبنا خبرة أكبر وأنضج من سابقتها». وذكرت عبير. أ أنهن خضعن لدورة تدريبية ميدانية من قبل إدارة المركز لمدة أسبوعين: «تعلمنا خلالها جميع مهامنا الوظيفية، وكيفية فن التعامل مع الزبون قبل أن نتعلم كيفية التعامل مع آلات المحاسبة، واستطعنا أن نمتلك المهارات التي سوف نتفوق فيها ونرضي رب العمل والزبون في آن واحد، فيما كان تشجيع الأسرة واضحا، حتى من صديقاتي، ولم تكن الحاجة المادية الدافع للعمل، وإنما الرغبة في إثبات الذات وأن الفتاة السعودية قادرة على العمل والتفوق أينما وجدت وبما كلفت». وأشار مدير شؤون الموظفين في مركز تجاري استوعب عشر كاشيرات، إلى أن الفتيات السعوديات بدأن عملهن منذ أسبوعين، وهناك أعداد أخرى من الفتيات يتم تدريبهن الآن للنزول إلى العمل الميداني: «الوظيفة لا تتطلب مؤهلات جامعية، بل يتم إخضاع العاملات لدورة تدريبية يتعرفن خلالها على طبيعة العمل وكيفيته، واستطعن خلال هذه الفترة الوجيزة أن يتقن العمل ويكسبن تقدير واحترام الجمهور، وهناك فصل بحواجز حتى يستطيع الزبون تحديد إلى أي كاشير يتجه، فالعاملات لا يتعاملن إلا مع العوائل فقط، وهذا لا يعتبر فصلا بقدر ما يعبر عن آلية عمل منظمة تضمن سلامة وخصوصية المرأة العاملة».