عندما احتفل الموريتانيون بانتقال السلطة إلى الرئيس المنتخب ولد الشيخ عبدالله منتصف عام 2007، كانوا على موعد مع اعتلاء قائمة الرؤساء الأحياء على مستوى العالم التي كانت تتصدرها دولة عربية أخرى هي الجزائر، ليضاف بذلك لقب جديد إلى بلد «المليون شاعر». وعقب تعديل الدستور الجزائري بما أتاح للرئيس عبدالعزيز بوتفليقة البقاء في الحكم لولاية ثالثة، فإن موريتانيا مرشحة بقوة للبقاء على رأس قائمة الرؤساء الأحياء وتصدرها لأعوام عديدة. بعد وفاة الرئيس الأمريكي السابق جيرالد فورد، 93 عاما، في ديسمبر 2006، أصبحت الجزائر في المرتبة الأولى عالميا من حيث عدد الرؤساء الأحياء، إذ إنه برحيل فورد لم يبق على قيد الحياة في أمريكا سوى أربعة رؤساء هم جورج بوش الأب والابن، وبيل كلينتون، وجيمي كارتر، بينما في الجزائر خمسة رؤساء هم عبدالعزيز بوتفليقة، وأحمد بن بيلا، وعلي كافي، والشاذلي بن جديد، والأمين زروال، يعيشون كلهم في الجزائر، وتجمعهم علاقة ودية. وفي موريتانيا عندما تولى با مامدو الملقب بإمباري حكم البلاد بالنيابة، بعد استقالة الجنرال محمد ولد عبدالعزيز في 18 إبريل الماضي، أصبح ثامن الرؤساء الموريتانيين الأحياء.. وذلك قبل أن يعود الأخير إلى الحكم إثر فوزه بالانتخابات الرئاسية في 18 يوليو. ويقيم هؤلاء الرؤساء جميعا في بلدهم الأصلي باستثناء واحد في الخارج. ولا يزال بعضهم يمارس العمل السياسي، ويبحث عن طريق العودة إلى الرئاسة، بينما اعتزل آخرون الحياة الرسمية، ويعيشون بين الناس مواطنين عاديين. وفي هذا السياق، يعلق الباحث السياسي والاجتماعي ولد سيد أحمد البكاي على تصدر بلاده قائمة الرؤساء الأحياء قائلا «نحن فخورون بما حققته موريتانيا، ولا توجد لدينا مشكلة إذا كان سبب تعدد الرؤساء هو الانقلابات العسكرية. المهم ما وصلنا إليه الآن، وهو التداول السلمي للسلطة عن طريق الانتخابات والاحتكام إلى صناديق الاقتراع في مشهد ديمقراطي تام». والرؤساء الثمانية هم العقيد مصطفى ولد محمد السالك، الذي حكم البلاد بين عامي 1978 و 1979 بعد انقلاب على الرئيس مختار ولد داداة. واستقال تحت ضغط من زملائه في الجيش تاركا مكانه للعقيد ولد لولي «1979 - 1980» الذي لم يدم حكمه طويلا قبل أن يقرر قادة الجيش تنحيته دون اعتقاله ليخلفه رفيق دربه قائد أركان الجيش محمد خونة ولد هيدالة «1980 - 1984» الذي أطيح به في انقلاب أبيض عام 1984 بتدبير من العقيد معاوية ولد الطايع «1984 - 2005» وهو صاحب أطول مدة حكم من بين الرؤساء الموريتانيين. تلاه العقيد ولد محمد فال « 2005 - 2007» الذي قاد انقلاب أغسطس 2005، وتعهد بإعادة السلطة للمدنيين خلال 19 شهرا من خلال عملية سياسية انتهت في 11 مارس 2007 بانتخابات رئاسية فاز بها ولد الشيخ عبدالله. وهو أول رئيس منتخب بشكل ديمقراطي يحكم موريتانيا قبل أن يتولى السلطة قائد الحرس الجمهوري الجنرال محمد ولد عبدالعزيز في انقلاب عسكري في أغسطس 2008. وقد استقال ولد عبدالعزيز، تنفيذا لخريطة طريق انتقالية تاركا الفرصة للرئيس با مامدو إمباري الذي حكم البلاد بالنيابة، قبل أن يفوز ولد عبدالعزيز بالانتخابات الرئاسية بحثا عن استقرار سياسي افتقدته البلاد طويلا .