يعمل عدد كبير من شباب مكةالمكرمة خلال أيام وليالي شهر رمضان المبارك في دفع عربات المعتمرين بالمسجد الحرام، حيث يقومون بنقل كبار السن والعجزة بين الصفا والمروة في السعي لأداء مناسك العمرة خلال الشهر الفضيل. وأكد الشباب الذين يمارسون هذه المهنة أنهم من خلال هذا العمل يسعون إلى تحقيق عدة أهداف منها القضاء على وقت الفراغ الذي يصادف إجازة المدارس مع الشهر الكريم، وكذلك البحث عن وسيلة رزق لإعانة أهاليهم وأنفسهم على شراء كسوة ومقاضي عيد الفطر المبارك، وأوضحوا أن أسعار دفع العربات تختلف باختلاف الطلب، فالزحام له سعره المحدد الذي يرتفع في العشر الأواخر من الشهر المبارك إلى أربعة أضعاف. ويوضح ريان العتيبي «أعمل بشكل خاص ولم أتقدم بشكل رسمي وذلك لأن الأسعار محددة من قبل الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام؛ لذا فنحن نعمل لحسابنا الخاص حيث قمت بشراء عربة متحركة بقيمة «380» ريالا، وتبدأ أجرتها من 100 ريال في الأيام الأولى من رمضان وتصل إلى 500 ريال في العشر الأواخر من الشهر الكريم، وذلك عن الطواف والسعي، وفي بعض الأوقات يستغرق الزبون الواحد مدة تصل إلى أكثر من ثلاث ساعات في وقت الزحام»، مضيفا: « نقطع في اليوم الواحد عشرات الكيلو مترات، فنحن نتحمل التعب الممزوج بأنين الجوع في نهار رمضان الحار، وألم الأقدام الكادحة من الطواف والسعي من أجل لقمة العيش». ومن جهة أخرى تقوم الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي بتقديم العديد من الخدمات لزوار بيت الله الحرام ويتم تكثيفها خلال شهر رمضان هذا العام، ومن تلك الخدمات العربات التي تقدم للمعتمرين حيث توجد إدارة مخصصة تشرف على خدماتها. وتنقسم تلك العربات إلى نوعين: عربات بأجرة محددة يصل عددها خلال شهر رمضان إلى «521» عربة، وهناك عدد كبير أيضا من العربات المجانية وفرتها الرئاسة يصل عددها إلى 12 ألف عربة مجانية، إلى جانب توفير العربات الكهربائية التي يصل عددها إلى «100» عربة كهربائية مجانية تساعد بدورها على خدمة أفضل وبطريقة ميسرة خلال شهر رمضان، ويتم توزيع العربات المجانية في الساحة الشرقية وكذلك في الصفا بالدور الأرضي للمسجد الحرام. ويوجد بالحرم المكي 13 مدخلا مخصصا لذوي الاحتياجات الخاصة وهي باب الملك عبدالعزيز، وباب «94»، وباب الملك فهد، وباب «64»، وباب العمرة، وباب المدينة، وجسر المدينة، وجسر الندوة، وباب الفتح، وباب القرارة، وباب الصفا الجديد، وباب حنين، وباب أجياد، وتمت الاستفادة من جسر أجياد، إضافة إلى المصاعد المخصصة لتفويج العربات وتوصيل المعتمرين من ذوي الاحتياجات الخاصة إلى الأدوار العلوية للمسجد الحرام. وتشرف إدارة العربات بالرئاسة أيضا على تنظيم العمل المتعلق باستخدام تلك العربات داخل المسجد الحرام ومراقبة سير الأعمال، وتمنح رخصا لأصحاب تلك العربات ولمساعديهم من الشباب السعودي بنحو 500 رخصة لمساعدة كبار السن وذوي الاحتياجات الخاصة. ويصل عدد العاملين في الإدارة لمراقبة تلك الأعمال إلى «51» موظفا رسميا تمت مساندتهم بمجموعة من المؤقتين يقدر عددهم ب «75» مراقبا يعملون طوال 24 ساعة لأداء العمل على الوجه الأكمل، ومراقبة التسعيرة بالصفا لعربات الأجرة، وتنظيم الحركة داخل المسار المخصص للعربات عن طريق توزيع المراقبين بالمسعى ومن الأنشطة الإضافية لإدارة العربات خلال موسم العمرة مراقبة المسعى الجديد وتنظيم العربات الخاصة، وتفويج عربات المعتمرين للدور العلوي عن طريق المصاعد الكهربائية والجسور المعدة لذلك، وكذلك توزيع المراقبين في المسعى بالدور الأرضي لتنظيم الحركة داخل المسار المخصص لها، ومن خطط الإدارة لمعالجة ظاهرة العربات الخاصة، تم التنسيق مع إدارة الساحات وقوة أمن الحرم بوضع لجنة مكونة من إدارة الساحات وإدارة العربات وقوة أمن الحرم تقوم بمنع العربات الخاصة بالتواجد داخل ممرات وساحات المسجد الحرام.