فوتت جامعة أم القرى الفرصة على الكثير من الخريجات الحاصلات على النسبة العليا 100 %، لتحقيق حلمهن في دخول كلية الطب، الأمر الذي انعكس على تحطم آمالهن، بعد معاناة استمرت عدة أعوام للوصول إلى الهدف المنشود. ض. عدنان رسمت لنفسها منذ نعومة أظفارها خيالا واسعا بأن تصلح طبيبة، تضمد جراح المرضى، وترسم البسمة على شفاههم: «عندما وصلت إلى المرحلة الثانوية ضاعفت من جدي واجتهادي وسهرت الليالي من أجل تحقيق أعلى نسبة في الثانوية العامة، وتحصلت عليها ولله الحمد، فقد تخرجت هذا العام من الثانوية العامة بنسبة 100 % والنسبة الموزونة 84 %، فعشت وأسرتي الفرحة الغامرة ولكن يا فرحة ما تمت، فعند ذهابي لمقر الجامعة حيث موعد التقديم الفوري، وحملت شهادتي وأوراقي الثبوتية من أجل الالتحاق بكلية الطب التي طالما حلمت بها، صدموني بعدم إمكانية الالتحاق بهذه الكلية، وسوقت الجامعة مبررا أنه لا توجد أماكن شاغرة في الكلية، ما جعلني أعيش في وضع نفسي سيئ من جراء هذا الرفض الذي قتل طموحي وكسر مجاديف الأمل داخلي». وتوضح ف. كمال أن العديد من متفوقات الثانوية العامة تفاجأن بأن الكليات النخبوية التي حلموا بها ترفضهم والسبب يعود إلى المقاعد التي ليس فيها شواغر، ولكن ما ذنب الطالبة من جراء هذا الوضع، أم أن الواسطة والمحسوبيات تلعب دورا كبيرا في عملية القبول والالتحاق بالجامعة، وكنت أحسب نفسي الوحيدة التي صدمت من هذه الشواغر، حيث تخرجت من الثانوية العامة بنسبة 96 % والنسبة الموزونة 86 % ، لكن غضبي تضاءل بعدما علمت أن الكثير من الحاصلات على النسبة الكاملة، لم يلتحقن في الطب للأسباب نفسها، وكم تمنيت الالتحاق بقسم طب الأسنان، إلا أن الجامعة رفضت قبولي في هذا القسم، حيث تجبرني على الالتحاق بأي قسم آخر مع انني لا أريد سوى طب الأسنان لأحقق طموحي وأبدع من خلاله. من جانب آخر نفى وكيل عمادة شؤون أعضاء هيئة التدريس بجامعة أم القرى الدكتور خالد برقاوي تدخل الواسطة أو المحسوبية في القبول الفوري بالجامعة: «القبول يتم وفق آلية معينة، وخصوصا كلية الطب التي تعتمد على أعلى نسب في الثانوية العامة واختبار القدرات والتحصيلي، حيث تشترط كلية الطب بالإضافة إلى اختباري القدرات والتحصيلي، ألا تقل النسبة العامة في الثانوية عن 90 %، وألا تقل النسبة الخاصة عن 90 % أيضا، والنسبة الخاصة هي متوسط مجموع درجات مقررات الأحياء والكيمياء والفيزياء والإنجليزي». وأوضح أن وزارة التعليم العالي في كل عام تتوسع في عمليات القبول: «لكن الأعداد كبيرة والراغبين والراغبات في الالتحاق بكلية الطب كثر، والمقاعد الجامعية لا تكفي لهذه الأعداد المهولة، فلذا نضطر إلى قبول أعلى نسب في الثانوية العامة والاختبار التحصيلي».