ألغت قوة المال معظم شعارات الكفاح للمنافسة الرياضية على اعتلاء القمة من دعم المادة إلى درجة أن أصحاب الدخل المحدود يغيبون عن معارك المقدمة... وفي أندية المنطقة الجنوبية يتصدى شخصيات من أصحاب الدخل المحدود لمهمة إدارة الدفة في ظل وجود أندية أخرى يديرها أو يقف خلف من يدريها أشخاص مقتدرون ماديا. «شمس» طرحت السؤال الذي يراه رؤساء أندية الجنوب صعبا ويرفضون الرد عليه. وهو لماذا يتسابق أصحاب الدخل المحدود على كرسي الرئاسة في ظل عزوف تام لرجال الأعمال عند الدعم؟. مكاسب شخصية في البداية يتحدث الصحفي بجريدة عكاظ المهتم بشؤون التحكيم سابقا أحمد معيدي الذي شبه بعض رؤساء الأندية بأشخاص من الجاهلية الذين يتكسبون من هذه المهنة لتحقيق العديد من الأهداف التي جعلت أندية الجنوب في الحضيض بسبب مص دمائها ومواردها المحدودة: « أهم مكاسبهم في المقام الأول الشهرة فهم أشخاص مغمورون لا حس لهم في المجتمع، فغالبية الرؤساء إما مدرسون أو رجال أمن أو منسوبون عاديون من عامة الشعب لا يعرفهم حتى أقاربهم ثم يتحولون بقدرة قادر إلى نجوم مجتمع وإعلام فيستبد بهم الغرور والكبرياء وكل همهم الأضواء والإعلام والتصريحات الجوفاء إلى جانب تكوين العلاقات الشخصية، بحيث يسخرون جميع موارد الأندية من أجل تثبيت أقدامهم في النادي والبقاء على كرسي الرئاسة ومثال ذلك وصول رئيس ناد جنوبي إلى مجلس الشورى وآخر للاتحاد السعودي مع أن أنديتهم مفلسة وهم مثلها وتتكبد إخفاقات في مختلف نشاطاتها وبرامجها». وأضاف معيدي: « تنعكس الشهرة والعلاقات على مصالح الرئيس فيبني نشاطا وعلاقات مادية ودعائية جمة تصب في رصيده المفلس إداريا ورياضيا ليصبح صاحب أملاك وتجارة بعد إفلاس هذا إذا لم تسخر مصالح النادي وميزانيته المتواضعة لصالح سفريات وإجازات وولائم. في المقابل يحجم التاجر الجنوبي عن رئاسة الأندية لأنه باختصار بخيل وجاهل بكل ثقافات الأندية وغير اجتماعي ولا يهمه سوى مصلحته أضف إليها نظرته القاصرة للأندية بحكم أنها مفسدة ولعب عيال وكلام فاضي»... الفرصة للأثرياء بينما يبدي نائب مدير إدارة الإعلام الصحي بصحة جازان ومحرر جريدة الرياض ماجد ضباح وجهة نظر مختلفة: « أختلف معك تماما فيما قلته عن تسابق ذوي الدخل المحدود على رئاسة الأندية التي يبحث عنها أصحاب الدخل المرتفع والتجار ومثل هذه الأندية تحتاج إلى الدعم المادي الشخصي في بعض الأحيان وتحتاج إلى الوجهاء لدعوة قرنائهم وتحقيق الدعم». وأضاف: « على حد علمي أنه قبل ترؤس هذه الأندية يتم ترشيح أسماء معينة من أصحاب الدخل الجيد وذوي المكانة الاجتماعية المعروفين على مستوى المنطقة ولا أعتقد أن ذوي الدخل المحدود يملكون فرصة لرئاسة الأندية ». يا قلب لا تحزن بينما هاجم الكاتب الرياضي محمد أبوهداية من وصفهم بأبناء التربية والتعليم الذين يواصلون زحفهم لكرسي رئاسة الأندية بعد أن أصبح مطلبا لهم وموقعا للشهرة والكسب الاجتماعي والمالي على الرغم من الفقر الدامس: « أندية أبها تعاني تهجما وحشيا من أشخاص يدعون الفكر الرياضي وهم لا يفرقون بين ركلة الترجيح وركلة الجزاء ويظهرون بصورة الفلاسفة إذا تحدثوا مع أنهم على أرض الواقع بعيدون تماما عن كلامهم المعسول». وأضاف: « لو استعرضنا أندية عسير العشرة على سبيل المثال فإن أبها يرأسه وكيل مدرسة وجرش يقوده ممرض والشهيد يديره موجه تربوي والزيتون يتولاه معلم والنخيل يرأسه مدير التربية والتعليم ببيشة... والدائرة تستمر ويا قلب لا تحزن ». وتساءل أبو هداية عن سبب غياب أصحاب المال من رجال الأعمال الذين يبحثون عن الشهرة في كل اتجاه ويضخون أموالا طائلة في الإعلانات المدفوعة الثمن في سبيل ظهور أسمائهم فقط: « من المؤكد أنكم لن تروا هؤلاء في أبها لأنهم محاربون من قبل أصحاب الدخل المحدود الذين لا يزالون يصدقون المقولة التي تقول إن الرياضة للفقراء ويعلمون جيدا أن كرة القدم التي قيل عنها إنها للفقراء لم تعد كذلك في عصرنا الجاري، حيث أصبحت أكبر لعبة شعبية في العالم وأصبح لاعبو كرة القدم من أثرى الأثرياء». وبرر احتلال رياضة المنطقة الجنوبية لمراكز متأخرة بين قريناتها في المملكة بوجود أشخاص ليسوا كفؤا يديرون زمام الأمور: «الجميع يعرفون كيف نجح رجل الأعمال وعضو الشوري الحالي عبدالوهاب بن مجثل في الصعود بفريق أبها من دوري الثالثة إلى الثانية ثم الأولى في أقل من عام ولعب بفريقه على نهائي دورة الصداقة الدولية وحقق حلم الأربعين عاما بصعود أبها ويعلمون أيضا كيف تمت محاربته إلى درجة أن بعضهم اتهمه في ذمته في قضية شهيرة أدخل على اثرها المحاكم الشرعية كي تفصل فيها وهذه المحاربة من أصحاب الدخل المحدود المرتزقة ستبقى حجر عثرة لرجال أعمال الجنوب وتمنعهم من دخول المعترك الرياضي». خطط غير مدروسة بينما أكد محمد الزهراني حكم في منطقة الباحة أن سبب تراجع أندية الجنوب بصفة مستمرة يعود إلى إدارتها التي تقودها: « للأسف أن معظم مسيري الأندية من ذوي الدخل المحدود ويسيرون وفق خطط غير مدروسة ومنهجية ليست واضحة وهم في الأصل من أصحاب الدخل المحدود فحتما اللاعب الذي لا يلقى التشجيع سيرحل إلى المكان الخصب الذي يستطيع من خلاله تنمية مهارته وفيه مردود مالي جيد ولعلنا نشاهد لاعبي الجنوب يبدعون في غير أندية المنطقة، وذلك بسبب الإهمال الذي يلقيه اللاعب من إدارات الأندية الجنوبية التى يقودها ذوو الدخل المحدود» .