انتقدت اللجنة الوطنية لحقوق الإنسان وضع عنابر إدارة الوافدين بمنطقة عسير، ووصفته بالمأساوي وغير الإنساني. وأكد رئيس اللجنة بمنطقة عسير الدكتور علي الشعبي، أن الوضع في العنابر يحتاج إلى حلول عاجلة. وبين أن الجولة التفقدية التي قام بها إلى إدارة الوافدين بالمنطقة يرافقه عدد من أعضاء اللجنة أمس، رصدت العديد من الملاحظات والمشكلات أبرزها المشكلات المكانية التي يواجهها نزلاء العنابر من خلال تكدسهم في عنابر ضيقة لا تفي بالغرض، وكذلك مشكلات الإعاشة والنظافة والصحة وقلة الكوادر المتمرسة في مجال التحقيق وإنهاء القضايا في وقت قياسي، إضافة إلى البطء الشديد في إنهاء معاملتهم من ناحية الترحيل. وعد الشعبي ما وقفت عليه اللجنة أمرا غير مقبول إنسانيا بأي حال من الأحوال: «بالتأكيد أن هؤلاء مخالفون، ومجهولون، ومتسللون، ومخالفون لأنظمة البلد، ولكنهم من بني البشر ولهم حقوق وواجبات، والمملكة بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وقعت على اتفاقية حقوق الإنسان العالمية، وبكل صراحة وأمانة يجب الوصول إلى حلول عاجلة بأسرع وقت ممكن». وأكد أن فرع اللجنة بمنطقة عسير سيرفع خطابا رسميا وعاجلا إلى الجمعية في الرياض، وذلك حتى يتم الرفع إلى وزارة الداخلية، وشرح المعاناة التي يعانيها نزلاء في سجن الترحيل بجوازات عسير. وشدد الشعبي على أن وزارة الداخلية ممثلة في النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية الأمير نايف بن عبدالعزيز من أفضل الوزارات تجاوبا مع الجمعية في كل ملاحظاتها. وبين أن الجمعية ستزور الموقع أكثر من مرة، حتى يتم وضع حلول، لأن مقام وزارة الداخلية لايرضى بمثل هذه الحالة غير الإنسانية وغير الطبيعية، والتي لا تليق بحجم المملكة. ولفت الشعبي إلى عزم الجمعية تنظيم زيارات متتالية إلى كل الجهات ذات العلاقة التي لها علاقة بالإنسان من الناحية الحقوقية،: « ستمر الجمعية على جميع مراكز التوقيف في شرطة المنطقة والمحافظة، وذلك للقضاء على أي ظاهرة غير إنسانية، وهذه هي مهام الجمعية، فالإنسان حياته ليست رخيصة ولا تجب أن تبقي خلف القضبان دون حجز أو توقيف». من جهة أخرى، أبدى مدير إدارة الوافدين بعسير المقدم محمد القحطاني، سعادته بجولة اللجنة الوطنية لحقوق الإنسان التفقدية. وأكد أن إدارة الوافدين تبذل جهودا كبيرة في إنجاز ما يوكل إليها من مهام كبيرة وشاقة،: «ولكن قد يكون عدد الوافدين أكبر من طاقة المركز، ونحن والجمعية في عمل مشترك يهمنا كل ما هو مثمر وإيجابي ويخدم الوطن». وأوضح المقدم القحطاني أن إدارة الوافدين تتقبل النقد والملاحظات،: «لا يمكن لأي شخص أن يعمل دون أن يخطئ، ونتمنى أن يأتي اليوم الذي يخلو فيه مركز الترحيل من أي شخص، وذلك بالتقيد بالأنظمة والقوانين المشرعة في المملكة» .