رغم أن أسهم الرئيس الأمريكي باراك أوباما بدأت تتجه نحو الأسفل من واقع أرقام الاستطلاعات والاقتصاد المترنح، إلا أن الحزب الجمهوري المنافس لا يزال يفتقر إلى الأفكار الملموسة التي كان يملكها من قبل. ويبدو أن خطب الجهات الغاضبة المناهضة لأوباما لم تكن كافية لجعل الحزب قادرا على تحديد المشكلات التي تهز أرجاء البلاد الشاسعة. والأهم من ذلك، أن الناخبين يتطلبون في الأوقات الصعبة توفير القيادة والطمأنينة، وإلا فإنهم سيتمسكون بما لديهم من بدائل. ولكن حتى في هذه اللحظة الحاسمة، ظل كبار رجال الحزب يتساقطون الواحد تلو الآخر ويلغون أي فرصة لأن يصبح الواحد منهم المتحدث المنتظر نيابة عن الآخرين. وتتمثل آخر زلة لسان من مايكل ستيل رئيس الحزب في قوله إن «الصراع الأفغاني هو حرب اختارها أوباما» وهي مقدمة لا صلة لها بالموضوع. واختار زعيم الجمهوريين في مجلس النواب جون بونر التجول مع الرئيس في أواخر يونيو، ولكنه عاد في الجانب الخاسر بعد أن أشار إلى أن الأزمة المالية التي ورثها أوباما ليست أكبر من «نملة». أما رأس الحزب في مجلس الشيوخ عن ولاية كنتاكي ميتش ماكونيل، فهو لاعب قوي في الداخل ولكنه يدرك جيدا أنه لن يكون مدافعا مقنعا العامة. وينقسم مرشحو الحزب الجمهوري المحتملين لسباق الانتخابات الرئاسية عام 2012 إلى فئتين تضم الأولى شخصيات قادرة على جذب أصوات الناخبين على المستوى القومي مثل سارة بالين، ومايك هوكابي، ونيوت جينجريتش؛ وتضم الثانية أولئك الذين تراجعت شعبيتهم هذا العام مثل ميت رومني، وميتش دانيالز، وهالي باربر. وبالنسبة إلى بقية زعماء الكونجرس، فإن عودهم لا يزال طريا ولا يملكون المهارة المطلوبة لإبقاء التوازن على الساحة الوطنية. وأخيرا، تكون الأبواق الرئاسية دائما جاهزة للبقاء خارج المنافسة، حتى لو قام الجمهوريون بتوحيد تحركاتهم وتنسيقها حول التعويذة المشهورة «تخفيض الضرائب والتدخل الحكومي». وما لم يبحث الحزب الجمهوري بسرعة عن وجه جاذب ومصادم وقادر على المنافسة، فإن أوباما لن يجد أي صعوبة في حماية حلفائه بالحزب الديمقراطي وحشد قوته الذاتية بعيدا عن نتائج استطلاعات الرأي الراهنة.