هل عاندك الحظ يوما؟ هل أصبح البيت التالي «كل ما دقيت في أرض وتد / من رداة الحظ وافتني حصاة»، هو بيتك الذي تردده صباح مساء؟ والحكمة «أعطني حظا وارمني في البحر» هي حكمتك المفضلة؟ هل راودك شعور بأن الطابور الذي تصطف فيه يصبح أبطأ دوما من الطوابير الأخرى؟ حتى إن حاولت التذاكي والتسلل إلى طابور مجاور فإن طابورك الجديد سيصبح هو الأقل سيرا من بين كل الطوابير المجاورة! وعندها ترمق «طابورك القديم» الذي أصبح يسير بكل سلاسة وخفة، بنظرات من الغيظ والحنق, يخالجك شعور غريب بأنك والدنيا لستما على وفاق؟ يبدو أنك مثلي تماما يا صاحبي، فسيارتي التي تئن وتشتكي من الأصوات المختلفة والمتداخلة كأسوأ معزوفة عرفها السلم الموسيقي في تاريخه! حتى يحن لها قلبي وتستسلم لها عواطفي, فأبادر بإصلاحها مما أفسده كل من الدهر و«المطبات» و«الحفر»! إلا أن سيارتي بمجرد وصولها لورشة الصيانة فإنها ستلزم الصمت وتخفي جميع أصواتها وتصبح أفضل سيارة عرفتها الدنيا وكأنها قد خرجت للتو من مصنعها الأم، حتى ذلك المصباح الذي لم يكن على رأس العمل يوما سيضيء فجأة فور وصولي لورشة الصيانة! إلا أنها بمجرد عودتي للمنزل فقط تعود لممارسة العزف على نفس اللحن النشاز! وعندها أفكر كثيرا بتركها في المكان الذي خذلتني فيه ويتأكد شكي بأنني لست على ما يرام مع السيد «حظ!». وتتأكد بصفة رسمية من الجملة الأخيرة عند فقدك لإحدى بطاقاتك الهامة! لأنك عند البحث عنها ستجد كل البطاقات الخاصة بك منذ ولدتك أمك، إلا أنك لن تجد البطاقة المطلوبة إلا بعد استخراج «بدل فاقد» لها! في الغد للحظ حضور آخر .