شكا عدد من المعلمين الشبان من دوام ثلاثة الأسابيع الذي تفرضه وزارة التربية والتعليم، دون أن يستفيدوا منه شيئا. واعتبروا أن التواجد في المدارس في هذا التوقيت يلقي عليهم المزيد من العبء، في وقت يفترض فيه أن ينتهي العام الدراسي. ماذا نفعل في ثلاثة الأسابيع.. سؤال ما يزال يشغل بال الكثير من المعلمين، الذين وجدوا أنفسهم وحيدين خلف أسوار المدارس، فيما الطلاب رحلوا إلى الإجازة الصيفية، وتسلموا شهاداتهم الدراسية. وأشار المعلمون إلى أن عملهم مرتبط بوجود الطلاب، ومتى ما غاب يجب أن يغيبوا. المعلم خالد البواردي يعمل في الرياض، فيما أسرته تقيم في محافظة شقراء، يرى نفسه محاصرا لمدة تصل إلى شهر دون وجه حق: «أجلس كل هذه المدة، مترددا على المدرسة، أوقع وأجلس دون أي عمل، لماذا لا أستثمر وقتي في شيء مفيد، فعملي مرتبط بوجود الطالب الذي يعد صلب الموضوع، والآن المدرسة خاوية من الطلاب ماذا أفعل؟ ولماذا يفرض علي الاستيقاظ مبكرا من الساعة السابعة والحضور إلى المدرسة للتوقيع فقط، رغم عدم وجود أي عمل خلال هذه الفترة». أين الدور ويتساءل المعلم فواز الرباشي: ما الدور الذي تريده منا الوزارة لننجزه، وتصر على تواجدنا واستمرار دوامنا، رغم أنني حصلت على نقل خارجي؟ فلماذا لا أحصل من الإدارة على إخلاء طرف في هذه الفترة، لأذهب إلى الجهة التي أنقل إليها لأرتب أوضاعي فيها؟ لكنهم يربطون الإخلاء بآخر يوم دوام، الأمر الذي يجعل إجازتي تضيع في مراجعة الإدارة الأخرى». دورات غائبة ويعاتب المعلم علي العقل الوزارة بسبب غياب ما يمكن أن يستفيد منه المعلمون في هذه المرحلة: «في الموسم الدراسي تقيم الوزارة عددا من الدورات المفيدة للمعلمين، ما يسبب لإدارة المدرسة ضغطا كبيرا بسبب انشغال المعلمين بالدورات، حيث إن المعلم المتدرب يضطر إلى توزيع جدول الحصص على زملائه الذين لم يحصلوا على دورات، ما يرهقهم ويضاعف العبء عليهم، خاصة أن النصاب يتراوح بين 20-24 حصة أسبوعيا، ولا يتحمل أية إضافات، فلماذا لا تقام هذه الدورات في هذا الوقت طالما أننا لا نستفيد منه». تكلفة إضافية ويشير معلم الرياضيات عبدالرحمن العنزي، إلى أنه من المدينةالمنورة، لكنه وفقا لتعميم إدارة التعليم مضطر إلى البقاء في الرياض حتى اليوم الأخير من الدوام، مع أن طلابه من المتفوقين الذين اجتازوا اختباراتهم بنجاح: «لماذا أبقى في الرياض كل هذه المدة الإضافية، وأستمر في استئجار شقة مفروشة بحساب شهري، ما يكلفني ما لا يقل عن 1.250 ريالا، أي إنني سأضطر إلى المكوث في الرياض وسأدفع 1.250 ريالا، كما أن الخسارة ليست مادية، لكنها معنوية إذ نظل غائبين عن أسرنا على الرغم من أننا لا نمارس أي مهام». المعلمون مظلومون ويعتبر معلم مادة العلوم ناصر العتيبي أن الكثير من المعلمين مظلومون: «نداوم للتوقيع فقط في هذه الفترة، ونجلس في المدرسة لا نمارس أي دور، ولا نستفيد من وقتنا، لأن الوزارة تريد هذا الأمر، الذي يكلفنا ماديا ويرهقنا معنويا، وأبناؤنا أولى بهذه الأيام، طالما أننا لا نمارس أي مهام، أما من الناحية الاقتصادية، فالوزارة لم تعد لها أي حسابات، وبعيدا عن الهدر المادي للمعلمين أنفسهم، لو حسبنا الإهدار في المكيفات مثلا لوجدنا الموازنة ضخمة، فإذا كانت هناك سبعة آلاف مدرسة، تضم معدل سبعة مكيفات للمعلمين المداومين، فسيكون لدينا 49 ألف مكيف يعملون بلا فائدة لتخفيف الأجواء الحارة، مما يسبب ضغطا على شبكة الكهرباء، فيما من المفترض أن تراعي الوزارة الضغط الكبير على الكهرباء في هذا التوقيت الحار». تخفيض الكهرباء وأشار إلى أن شركة الكهرباء طالما نادت بتخفيف الضغط، وتقليل استهلاك الطاقة في فصل الصيف، لعدم حدوث قطوعات، ولوجود كثير من المواطنين في حاجة ماسة إلى هذه الكهرباء: «لا نمانع من الدوام إذا كنا نستفيد منه، وجميع المعلمين متفقون على استثمار وقتهم، بدلا من الجلوس في المدارس دون عمل، فالبعض يتمنى انتهاز الفرصة لأداء العمرة، والبعض الآخر يريد اللحاق بأسرهم»