كان الرئيس الفلبيني الجديد بنينو أكينو الثالث، نجل رمز الديموقراطية الرئيسة الراحلة كورازون أكينو والسيناتور المغتال بنينو أكينو الابن، ممتنعا عن الترشح لانتخابات الرئاسة قبل أن يقرر الانضمام المتأخر إلى السباق، معتمدا إلى حد كبير على اسم عائلته المرموق وسمعتها النزيهة. وقبل أن يؤدي اليمين الدستورية لتولي المنصب فخورا بسيرة والديه، أكد أنه مستعد للتضحية بحياته لتحقيق السلام والرخاء في بلده الفقير. وفاز أكينو، 50 عاما، بالانتخابات بأكبر فارق منذ أن أعادت والدته الديموقراطية إلى الفلبين عام 1986. وهو الآن بحاجة إلى إظهار معرفة سياسية أكثر من كونه نائبا في البرلمان لمدة 12 عاما. الرياض. شمس ارتبط اسم أكينو بوالديه طوال حياته السياسية وهو الابن الوحيد لهما. فوالده بنينو كان عضوا في مجلس الشيوخ عن المعارضة واغتيل خلال حكم فيرديناند ماركوس. وتولت والدته الرئاسة أثناء ثورة سلطة الشعب التي أطاحت بماركوس من السلطة عام 1986. وما يزال أكينو يحمل شظية في رقبته من هجوم في إحدى المحاولات العديدة لقلب نظام الحكم أثناء فترة حكم والدته ويؤكد أن الدعم الشعبي سيعطيه القوة المطلوبة لحكم البلاد. دخل أكينو دنيا السياسة عام 1998 عندما انتخب عضوا بالبرلمان عن موطنه بإقليم تارلاك، وشغل مقعده لثلاث دورات، قبل انتخابه عضوا في مجلس الشيوخ عام 2007. وعمل الرئيس المنتخب، الذي درس الاقتصاد، لفترة في شركة تبيع الأحذية، كما أدار شركات العائلة أثناء عمله مساعدا لوالدته. وانطلقت الدعوة لمطالبة أكينو بالترشح للرئاسة بعدما خرج مئات الآلاف من الفلبينيين إلى شوارع العاصمة مانيلا للمشاركة في جنازة والدته كورازون أغسطس الماضي. وبعد تفكير قرر أكينو حمل شعلة والديه. وعندما تسلمت حكومة الرئيس الجديد مهامها رسميا في حفل حضره أكثر من 100 مسؤول أجنبي، هذا الأسبوع، بدأت على الفور عملية تقييم لتحديد الوضع الحقيقي في البلاد. وأعلن أكينو أنه يريد أن يعلم الشعب ما ينتظر الحكومة، بعيدا عن الدعاية التي كانت تلجأ إليها الرئيسة السابقة جلوريا ماكاباجال أرويو التي أكدت أنها تركت البلاد في حالة أفضل كثيرا عما كانت عليه عند توليها السلطة. وتعهد أكينو بالشفافية في حكمه ووعد بمواجهة فساد الجهاز البيروقراطي. والحذر السياسي مطلوب في الفلبين لأن الولاءات الحزبية تكون غير ثابتة ولا تصمد الائتلافات. وأثارت شخصية أكينو، التي لا تحظى بشهرة، شكوكا في قدرته على فرض إرادته. لكن برنامجه القائم على مكافحة الفساد وتوفير المزيد من الشفافية في الحكومة سرعان ما جعله يحصل على دعم مواطني الفلبين الذين ضاقوا ذرعا بالفساد المرتبط بحكومة الرئيسة السابقة أرويو أكثر الرؤساء الفلبينيين شهرة منذ ماركوس. وقال أكينو: «الخطوة الأولى هي أن يكون لدينا قادة غير فاسدين ويتحلون بالنزاهة. وسيبدأ هذا الأمر بي. سأسعى جاهدا لأكون مثالا جيدا. ولن أضيع أبدا الثقة التي منحتموني إياها». وأكينو المدخن الشره، الذي رفض الإقلاع عن هذه العادة السيئة، يتمتع بدعم بين أصحاب الأعمال لسياساته الصديقة للأسواق، كما أنه حظي بالثناء لتعهده بالتحقيق مع أرويو .