تبدّدت أحلام المنتخب الإيطالي في الحفاظ على لقبه بطلا للعالم بعد أن خرج منذ دور المجموعات إثر خسارته أمام نظيره السلوفاكي المتأهل للمرة الأولى للنهائيات بثلاثة أهداف مقابل هدفين بعد أن كان «الآزوري» مضربا للمثل في الخطط الدفاعية المحكمة، في مفاجأة مدوية ذكّرت الإيطاليين بكارثة 2002 بعد الإقصاء في الدور ثمن النهائي على يد كوريا الجنوبية، وفي لقاء آخر ضمن ذات المجموعة «السادسة» صعد منتخب باراجواي متصدّرا بعد تعادله السلبي مع نظيره النيوزلندي، ورافقه المنتخب السلوفاكي. وسيطر التوتر والارتباك على بداية مباراة إيطاليا وسلوفاكيا فلم يشن من المنتخبين أي هجمة منظمة في اتجاه مرمى المنافس كما كان الحذر الدفاعي هو السمة السائدة على أدائهما. وكانت أول فرصة في اللقاء لصالح المنتخب الإيطالي في الدقيقة الثانية بتسديدة قوية أطلقها أنطونيو دي ناتالي من مسافة بعيدة ولكن الكرة مرت بجوار القائم. وبمرور الوقت، تخلى المنتخب السلوفاكي عن حذره الدفاعي وبدأ محاولاته الهجومية. ولعب هامسيك كرة عرضية من ناحية اليمين أمسكها ماركيتي بثبات قبل الهجوم السلوفاكي المتحمس. ودخل المنتخب الإيطالي بعدها في أجواء المباراة تدريجيا وسدد سيموني بيبي كرة قوية من مسافة بعيدة في الدقيقة 18 أمسكها الحارس السلوفاكي يان موتشا. وبعد دقائق هدأ فيها إيقاع اللعب وانحصر في وسط الملعب فاجأ المنتخب السلوفاكي نظيره الإيطالي بتسجيل هدف التقدم في الدقيقة 25. وجاء الهدف بعدما خطف شتربا الكرة من وسط الدفاع الإيطالي ومررها إلى زميله روبرت فيتيك الذي استغل غفلة الدفاع الإيطالي وسدد الكرة رائعة زاحفة على يمين الحارس ماركيتي إلى داخل شباك إيطاليا محرزا هدف التقدم المباغت. ومنح الهدف ثقة كبيرة للمنتخب السلوفاكي فكان الأفضل انتشارا والأكثر استحواذا على الكرة بينما سيطر الارتباك على المنتخب الإيطالي. وشهدت الدقيقة 35 تسديدة صاروخية من مسافة بعيدة أخرجها ماركيتي بأطراف أصابعه إلى ركلة ركنية لم تستغل جيدا. وفشلت محاولات المنتخب الإيطالي في الوصول إلى منطقة جزاء سلوفاكيا أو في تشكيل أي خطورة على المرمى السلوفاكي. مع بداية الحصة الثانية أجرى المدرب الإيطالي مارشيلو ليبي المدير الفني لمنتخب بلاده تغييرين دفعة واحدة بنزول كريستيان ماجيو وفابيو كوالياريلا بدلا من دومينيكو كريشيتو وجينارو جاتوسو لتنشيط أداء الفريق. وسنحت الفرصة أمام المنتخب الإيطالي لتسجيل هدف التعادل في الدقيقة 51 ولكن ياكوينت قابل الكرة العرضية بضربة رأس غير متقنة لتذهب الكرة بعيدا. وألقى ليبي بآخر أوراقه حيث دفع في الدقيقة 56 باللاعب أندريا بيرلو العائد من الإصابة بدلا من ريكاردو مونتوليفو البعيد تماما عن مستواه. وشهدت الدقيقة 67 أخطر فرصة للمنتخب الإيطالي عندما حاول الحارس السلوفاكي إبعاد الكرة فهيأها إلى كوالياريلا داخل منطقة الجزاء ليسددها الأخير بقوة من زاوية صعبة في اتجاه المرمى وتجاوزت الكرة بالفعل خط المرمى السلوفاكي قبل أن تصطدم بقدم سكرتل وترتد إلى داخل المرمى ولكن الحكم لم يلاحظ تجاوز الكرة لخط المرمى وأشار باستمرار اللعب. وأسقط فيتيك المنتخب الإيطالي بالضربة القاضية في الدقيقة 73 بتسجيل الهدف الثاني له ولسلوفاكيا، حيث استغل تمريرة عرضية رائعة لعبها هامسيك زاحفة من الناحية اليمنى وقابلها فيتيك بتسديدة مباشرة إلى داخل الشباك. وجدد أنطونيو دي ناتالي أمل المنتخب الإيطالي في الدقيقة 81 بتسجيل الهدف الأول للفريق إثر هجمة تبادل فيها كوالياريلا الكرة مع ياكوينتا وسدد كوالياريلا الكرة وارتدت من الحارس لتجد دي ناتالي الذي أودعها الشباك. وفي الوقت الذي بحث فيه المنتخب الإيطالي عن هدف التعادل، بدد اللاعب البديل كاميل كوبونيك آمال حامل اللقب بتسجيل الهدف الثالث للفريق السلوفاكي في الدقيقة 89، وذلك في غفلة من دفاع إيطاليا بعد دقيقتين من نزوله فقط. وشهدت الدقائق التالية توترا شديدا في أعصاب اللاعبين ولكن كوالياريلا نجح في خطف الهدف الثاني في الدقيقة الثانية من الوقت بدل الضائع بتسديدة رائعة من خارج منطقة الجزاء مرت من فوق الحارس السلوفاكي وسكنت الشباك. وفشلت محاولات المنتخب الإيطالي في تسجيل هدف التعادل في اللحظات الأخيرة من المباراة بسبب توتر أعصاب اللاعبين ليحافظ المنتخب السلوفاكي على الفوز ويطيح بآمال الآزوري .