لأعوام وعقود طويلة، ظلت الريفيرا الفرنسية، بطبيعتها الفيحاء، الغنية بخضرة الزيتون وصفرة دوار الشمس وبنفسجية الخزامى، تجتذب إلى أحضانها رواد الفن التشكيلي أمثال بول سيزان وفان جوخ وبيكاسو وغيرهم، وأصبحت إحدى أجمل المناطق التي تجتذب الكثير من السياح على الشاطئ الرملي الأخضر الممتد من بلدة «منتون» في أقصى الجنوب الشرقي الفرنسي المتاخمة لجنوب غرب إيطاليا، ووصولا إلى «مونت كارلو» و«نيس» ثم «كان» وغيرها من البلدات والقرى المتداخلة في أعطافها أو المشرفة عليها من قمم الجبال الخضراء، أو المنحدرة إليها من سفوح هذه الجبال، بحيث تتناثر هذه المدن بمحاذاة المياه اللازوردية، جنبا إلى جنب كحبات العقد، حيث لا تبعد الواحدة منها عن جارتها بأكثر من نصف ساعة بالسيارة أو الحافلة. وقد أراد الفرنسيون إضفاء لوحة من الجمال على هذا التناغم الطبيعي الساحر بوجود لمسة من الأصالة العربية تتمثل في بطولة البحر الأبيض المتوسط الدولية لجمال الخيل العربية الأصيلة التي تعتبر إحدى أهم البطولات العالمية التي يحرص كبار الملاك والمربين على حضورها والمشاركة فيها، حيث تحمل الفئة «أ» والتي تعد أعلى الفئات حسب تصنيف منظمة «الإيكاهو» وتجمع نخبة من أجمل الجياد العربية من كافة أنحاء العالم. وتزدهي مدينة «منتون» Menton الجميلة، مثل كل بلدات الريفيرا وقراها ومدنها، بخضرة أشجارها وما تكتنزه من ثمار البرتقال والليمون الذي اشتهرت به وخصصت له مهرجانا سنويا لعمل مجسمات ضخمة في غاية الروعة، حيث أصبحت هذه المجسمات من أبرز سمات بطولة منتون لجمال الخيل العربية التي تجمل ساحة العرض فيها، إضافة إلى الواجهة البحرية المميزة التي تحيط بمكان إقامة البطولة وعرض الخيل، والإطلالة الرائعة على مباني المدينة البهية بألوانها والعريقة بتصاميمها التي يعود طرازها المعماري إلى عشرات السنين. حضور مميز للملاك السعوديين في البطولة يبدو أن قوة منافسات البطولة وتحضيراتها المبكرة، إضافة إلى مشاركة كبرى المرابط العالمية بكوكبة من أجمل الجياد العربية قد أغرت الكثير من محبي وملاك الخيل العربية من كافة أنحاء العالم للحضور والاستمتاع بمنافسات هذه البطولة، وبما أن المرابط السعودية دائما ما يكون لها بصمة واضحة في هذه البطولة فقد شهدت البطولة لهذا العام تواجدا مميزا لبعض الملاك الذين جاؤوا لحضور ومشاهدة هذه البطولة التي تعد من أجمل وأقوى بطولات جمال الخيل العربية في العالم وذلك نظرا إلى تواجد أبطال مميزين لهذا العام، إضافة إلى مساندة وتشجيع المرابط السعودية المشاركة. إن مثل هذا التواجد يعد تطورا إيجابيا وذلك من حيث الاختلاط والاحتكاك بملاك ومربي الخيل العربية من دول العالم المختلفة والاستفادة من الخبرات المختلفة لديهم، ومشاهدة أحدث ما تم الوصول إليه في طرق التربية والإنتاج.