يأتون إلى الصحافة من النافذة ما يسمون «بالمستصحفين». لا علاقة لهم بالصحافة إلا بالاسم والقفز هنا وهناك, للاستفادة منها، بل إنها تنفي مقولة: الصحافة مهنة البحث عن المتاعب، لأنها لا تشعر بمتاعب إنما براحة تامة وتمدد يحسدون عليه. بعض الصحفيين العرب في عالمهم يسبحون وقليلا ما يتفقون. لا اجتماعات شاملة ولا لقاءات. مختلفون في مواقف كثيرة تهم الإنسان العربي والمصير العربي. فهي تخضع لاعتبارات ومواقف متباينة تعكسها الحالة السياسية والاقتصادية العامة. هل يجتمع الصحفيون ولو على هامش مؤتمر عربي لمناقشة قضاياهم ومعاناتهم وموت زملائهم في العراق ولبنان وفلسطين والجزائر وغيرها؟ في عام واحد قتل أكثر من 50 صحفيا، وفي أسبوع واحد قتل ثلاثة صحفيين، كل ذلك حدث في دولة واحدة. مسؤول إعلامي عربي قال: من الصعب تأمين حياة الصحفيين، السبب عدم توافر الوسائل اللازمة لذلك! هذا يعني أن الصحفيين يمشون على خيط رفيع وتحته نار مشتعلة. من أجل ذلك فإن صيد الصحفي سهل جدا وإزاحته عن الطريق أسهل. حماية الصحفي واجبة ما دام يعاني وينزف دما من أجل وطنه ومستقبله، والتعامل معه في الوطن العربي لا بد أن يتطور لصنع واقع عربي أفضل من الوضع الراهن. ولأنهم أيضا يشعرون بالتنفس بشكل أفضل في ظل احترام مواهبهم وإمكانياتهم وطبيعة عملهم، لا يمكن للصحفيين أن يلجؤوا للأمم المتحدة لحمايتهم لمعرفتهم بها وأنها لا تملك القدرة على حماية الآخرين. * دراسة شملت فئات مختلفة أوضحت أن مقارنة المرء لدخله مع زملائه وأصدقائه وأفراد عائلته، هي الوصفة المثالية للتعاسة. الباحثون وجدوا أن ثلاثة أرباع المستطلعين يعتقدون أنه من المهم أن تتم مقارنة الدخل مع الآخرين، تبين أن من عمدوا إلى المقارنة بدوا أقل رضا، خاصة إذا تركزت مقارنتهم على الأصدقاء وأفراد العائلة، وليس زملاء العمل.