كشفت دراسة ميدانية مؤخراً عن ضعف الوعي لدى السائقين بكيفية التعامل مع النظام المروري وتطبيق القواعد المرورية أثناء القيادة خصوصاً في استخدام الدوارات داخل المدن والمحافظات. وأشارت الدراسة إلى أن مدينة الرياضوالمدينةالمنورة هي أسوأ المناطق في استخدام الدوارات في الميادين في حين تتنافس مدينة جدةوالدمام على الأفضلية في التطبيق. ودعت الدراسة التي أعدها الباحث في المجال المروري سعود بن عبد الله الشمري إلى ضرورة توعيه السائقين في هذا الجانب والحزم في تطبيق العقوبة المرورية ضد المخالفين. وذكرت أن السرعة ما زالت هي العامل والسبب الرئيس في وقوع الحوادث، إذ تعزى إليها أكثر من ثلث الحوادث المرورية (34.25%)، إضافة إلى تسبب قطع الإشارة بحوادث مهلكة (5.25%). وتمثل السرعة وقطع الإشارة معاً نحو (40%) من أسباب الحوادث المرورية. كما أن مخالفات السير مثل التجاوز غير النظامي والدوران غير النظامي يشكلان أكثر من خمس الحوادث (21.05%). وكشفت الدراسة أن (85%) من حوادث السير في المملكة تعود إلى أخطاء بشرية من قبل السائق؛ نتيجة لارتكابه إحدى المخالفات المرورية، وأن 7% من المصابين يخرجون من المستشفيات وهم يعانون شكلاً من أشكال العجز (شلل رباعي شلل نصفي). وذكرت الدراسة أن عدد حوادث السيارات التي وقعت في الفترة من عام 1410 – 1429 بلغت 4 ملايين و300 ألف و463 حادثاً مرورياً في مختلف مناطق المملكة، ونجم عن هذه الحوادث إصابة 611 ألفا و70 شخصا ووفاة 86 ألفا و510 أشخاص. وأشارت الدراسة إلى أن المناطق التي كانت في مقدمة ترتيب حوادث المرور لكل ألف شخص خلال الفترة من 1391 إلى 1429وهي منطقة مكةالمكرمة، ومنطقة الرياض، والمنطقة الشرقية، في حين أن هذه المناطق لم تدخل في مقدمة ترتيب أعداد المصابين والمتوفين. أما بالنسبة للمناطق التي احتلت المراكز الثلاثة الأولى من حيث عدد المصابين نتيجة لحوادث المرور هي منطقة الحدود الشمالية، تليها منطقة الجوف، ثم منطقة تبوك، في حين أن منطقة الباحة احتلت المرتبة الأولى من حيث عدد الأشخاص المتوفين تليها منطقة الحدود الشمالية ثم منطقة الجوف. وتشير الدراسة إلى أن المؤشرات المستقبلية لحوادث المرور في المملكة في تصاعد مستمر، وهذا الأمر يتطلب التدخل السريع والفعال للحد من هذا التصاعد؛ وذلك من خلال وضع الخطط الاستراتيجية قريبة المدى وبعيدة المدى، التي تقوم على أسس علمية لمواجهة مشكلة تزايد عدد حوادث المرور، وكذلك أعداد المصابين والمتوفين. ودعت الدراسة إلى إعادة النظر في تطبيق عقوبة التوقيف على مخالفات تجاوز السرعة المحددة، وتجاوز الإشارة الحمراء، والتي تشكل أهم المخالفات على السلامة المرورية. وأرجع مدير شعبة السلامة المرورية في إدارة مرور المنطقة الشرقية الرائد علي بن محسن الزهراني ل"الوطن" تطبيق السائقين لأفضلية الدوران في مدينة الدمام إلى عدة أسباب منها وجود هذه الدوارات منذ زمن سابق، ما ساهم في تنمية ثقافة السائقين، والذين غالباً ما يكونون من موظفي الشركات الكبرى في المنطقة والتي عادة ما يترسخ مفهوم السلامة المرورية لدى منسوبيها. كما أن السائقين من موظفي هذه الشركات وخصوصاً موظفي شركة أرامكو السعودية ساهموا في التأثير على الآخرين من السائقين وكذلك الجهود التي يبذلها رجال المرور في الميدان في تطبيق أنظمة المرور بشتى الطرق. أما مدير شعبة السلامة المرورية في إدارة مرور منطقة المدينةالمنورة المقدم عمر النزاوي فقد اعترف خلال حديثه ل"الوطن" بعدم تطبيق السائقين في المدينة لأفضلية الدوران عند القيادة وخصوصاً ممن هم من كبار السن والمقيمين. وكشف عن بعض الخطط التي تم اتخاذها للحد من هذه الظاهرة بوضع لوحات إرشادية وتحذيرية وعلى مسافات بعيدة عن الموقع توضح للسائقين بأن أفضلية الدوران لمن بداخل الدوار كما تم توزيع عدد من الفرق الراجلة والراكبة في تلك الميادين لرصد المخالفين وتحرير المخالفات بحقهم.