في إحدى المؤسسات الطبية بالخبر التقى شاب سعودي من منسوبي هذه المؤسسة بممرضة فلبينية, وجمعهما الحب الذي انتهى بالزواج وأثمر عن مولود حمل اسم ( فيصل ). ظلت الزوجة لثلاث سنوات مع زوجها وانتهت حياتهما بالطلاق بعد خلافات بين الزوجة وذوي الزوج لتغادر الزوجة لموطنها الفلبين, وبرفقتها ابنها ذي السنوات الثلاث .. وهناك انقطعت أخبار الأب تماما عن زوجته السابقة وابنه « فيصل » الذي صار مواطناً فلبينيا, ومسيحي الديانة. « اليوم » التقت بالشاب « فيصل » ليكشف الكثير من تفاصيل حياته: فيصل ألبرت يقول المواطن الفلبيني ( فيصل ألبرت نوتارتي فلوريس ) - 23 عاماً - في حديث ل « اليوم », بأنه شاب من صلب رجل سعودي ومولود بالخبر بعد زواج شرعي جمع والدته الفلبينية بأبيه المواطن السعودي, وعاش بالخبر ثلاث سنوات وغادر برفقة والدته للفلبين ليستقر في منزل ذوي والدته ويعتنق ديانتهم النصرانية, ولأن مغادرته لموطنه الأصلي كانت في سن الطفولة, فلم تحمل ذاكرته شيء من تلك الذكريات ليعيش في الفلبين مؤمنا أن والده فلبيني متوفى, مما دعا والدته بعد ذلك للزواج بمواطن فلبيني وإنجاب ثلاثة من الأبناء. الحقيقة الحزينة وفي سن 18 عاما, ابلغه شقيق والدته بالحقيقة التي كان يجهلها, وبمواجهة والدته سردت كامل تفاصيل قصته الحزينة, وأبلغته أنها امتلكت مستندات رسمية تؤكد مولده بالرياض وانه مواطن سعودي وهي الإثباتات التي احترقت بتسربات بركانية داهمت منزلهم بالفلبين. ليواصل عقبها حياته بشكلها الطبيعي في الفلبين, وتتواصل علاقته الجيدة بوالدته, خاصة وانه يحمل كامل الحقوق التي يحملها المواطن الفليبيني, ويتزوج من فتاة فلبينية بعد أن حصل على دبلوم في الحاسب الآلي. أشباه عربية يقول « فيصل » إنه لم ينشغل كثيرا بمسألته الشخصية, وكانت الصعوبات التي تواجهه في حياته أنه يعيش بلا أب, وكشف أن معارفه وأصدقاءه في الفلبين كانوا يداعبونه باختلاف شكله عنهم وانه يحمل أشباه العرب! مؤكدا أن هذا الأمر لا يزعجه على الإطلاق ولم يجعل احدا من أصدقائه يبتعد عنه. مبينا ان صعوبة الحياة في الفلبين دعته للتفكير في الحصول على عمل خارج وطنه. الحضور للمملكة يفيد أنه تقدم لأحد مكاتب الاستقدام في الفلبين للحصول على فرصة عمل في الخارج وكان يأمل أن يكون العمل في المملكة, وقاده القدر لمقابلة رجل سعودي حضر للفليبين لاستقدام عمالة وطلب من الوسيط أن يلتقي شخصيا بمن سيستقدمهم للعمل وكان منهم فيصل, الذي يقول: فور أن رأني هذا الرجل تعجب من شبهي وسألني عن السر, وبينت له الحقيقة وتشجع مشكوراً وحرص أن يستقدمني للعمل في السعودية, وبالفعل حضرت للرياض وباشرت العمل في مقهى بأحد أحياء العاصمة. زيارة التوقيف لم يستمر فيصل طويلا في العمل بالمقهى ولم يجد مردودا ماليا مقنعا ليستمر, وواجهته بعض المواقف الصعبة التي اضطرته لزيارة « التوقيف », ليصادف هناك احد الأشخاص الذي اندهش أيضا من رجل سعودي فلبيني! ودار حديث بينهما كشف فيه « فيصل » عن تفاصيل حياته, ليتبادلا أرقامهما على أمل التواصل بينهما عند مغادرة « التوقيف ». لن افقد الأمل يؤكد فيصل أنه لم يكن يعلم أي شيء عن الإسلام إلا انه دين ولا حتى عن المملكة, وكل ما يعلمه أن المملكة بلاد صالحة للعمل, وأضاف: فور وصولي للمملكة بدأت بمحاولات متواضعة للبحث عن والدي من خلال الانترنت, ولم أجد شيء يفيدني, مبيناً بأنه لم يستعن بمؤسسات حكومية أو مؤسسات وطنية لإعانته في الحصول على معلومات عن والده, وأفاد أن سيستمر في البحث عن والده وسيكون سعيدا بلقائه, وقال: لن أفقد الأمل, وسأستمر في حياتي حتى وإن تعذر لقاء والدي أو معرفة شيء عنه. عشت نصرانيا وعن إسلامه يقول: عشت حياتي نصرانيا, ولم أفكر لمجرد التفكير في تغيير ديني أو التحول لأدين بالدين الإسلامي, وحتى عند قدومي للمملكة لم يكن الإسلام في مخيلتي, ولكن احد المعارف من جنسية عربية عرفته من خلال الرجل الذي التقيته في التوقيف حثني على التحول للدين الإسلامي, وزودني بكتب تعريفية عن الإسلام, واستمر في تواصله وحثه وتوجهت برفقته لمركز توعية الجاليات بالبطحاء والتقيت بالكثير من الفلبينيين المسلمين. ويضيف: عقب بضعة أيام قررت أن اسلم وبفضل الله تحقق ذلك. زيارة مكةالمكرمة وقال إنه لن يتردد في إسقاط الجنسية الفلبينية في حال تحسنت ظروفه وظهر ما يؤكد « رسميا » أنه مواطن سعودي ويحصل على الجنسية السعودية, وبين أنه حاليا يعيش مع أصدقاء فلبينيين مسلمين ووجد فرصة وظيفية أفضل من عمله السابق, وعبر عن عظيم امتنانه لمكتب توعية الجاليات بالبطحاء ولمن ساعده في زيارة مكةالمكرمة وأداء العمرة, وقال: في هذا العام سأقوم بتأدية فريضة الحج بإذن الله. رسالة لأبي وطلب فيصل توجيه رسالة لوالده يقول فيها: أبي.. من الصعب أن ينشأ الفرد دون أب. وأوضح أن بعده عن والده سيجعله يعيش بحذر في البعد عن ابنه في حال رزقه الله ذلك وقال: عندما يرزقني الله مولوداً فلن اتركه مهما كانت الظروف, فلا أرغب أن يعيش ابني أو أي ابنٍ آخر كالحياة التي أعيشها ولا أود أن يعاني كما عانيت.