أكدت دراسة علمية أن التلوث لا يعترف بالحدود، وأن الانبعاثات الغازية الصادرة عن الدول الصناعية قد تتأثر بها دول أخرى نامية. ويقول تقرير صادر عن "مجلس البحوث القومي" إنه رغم جهود بعض الدول الصناعية لتقييد وضبط معايير حماية البيئة، إلا أن الزيادة المتوقعة في الانبعاثات الحرارية في شرقي آسيا، خلال العقود المقبلة، قد تطال دولاً بعيدة. ووجدت إحدى الدراسات إن كتلة من الهواء الملوث استغرق انتقالها من شرقي آسيا إلى وسط مدينة "أوريغون" في الولاياتالمتحدة، قرابة ثمانية أيام فقط. وقال شارلس كلوب، مدير "آريدون للأبحاث"، وشارك في إعداد الدراسة: "تلوث الهواء لا يعترف بالحدود القومية.. فالغلاف الجوي يربط المناطق البعيدة في كوكبنا." وتابع: "التلوث الصادر عن دولة واحدة قد يؤثر على البشرية وعلى سلامة النظام البيئ في دول بعيدة.. ورغم صعوبة قياس هذه التأثيرات، إلا أنه في بعض الأحيان تكون محورية على صعيد الصحة العامة والجهات التنظيمية." ووجد الخبراء بعد دراسة أربعة أنواع مختلفة من التلوث منها الغبار ووالسخام، والزئبق، قدرة تلك الملوثات على الانجراف عبر المحيطات وحول النصف الشمالي من الكرة الأرضية لمناطق أخرى حول العالم. وقد يسفر استنشاق بعض هذه المواد عن صعوبة في التنفس بالإضافة إلى مشاكل صحية أخرى، وقالت الدراسة إن أي زيادة كمية في تركيز التلوث بالغلاف الجوي لها تأثير سلبي. ويعتقد العلماء أن تراكم الزئبق والملوثات العضوية على الأرض ومناطق تجمعات المياه، قد يؤدي لتلوث مصادر الغذاء. ولفت التقرير لانعاكاسات التغييرات المناخية وما قد يترتب عنها من ارتفاع درجات الحرارة وتغيير دوران الهواء وتأثيرها على نمط الانبعاثات الغازية، وسبل تنقلها، وتحولها وتراكمها. وحذرت مجموعة من العلماء، في تقرير سابق صدر في أيار، من أن ارتفاع درجات الحرارة على كوكب الأرض يمثل "أعظم تهديد صحي في القرن الواحد والعشرين." ويذكر أن حدى الدراسات البيئية، نشرت في نيسان، أشارت إلى أن النباتات تمتص غاز ثاني أكسيد الكربون بشكل أفضل في ظل التلوث الجوي، مقارنة بأجواء صافية ونظيفة.