قضى 1100 شخص على الاقل جراء الزلزال الذي ضرب جزيرة سومطرة، وفق ما اعلن الخميس مساعد الامين العام للامم المتحدة للشؤون الانسانية جون هولمز. وقال هولمز خلال مؤتمر صحافي ان "اخر الارقام التي لدينا تشير الى ان حصيلة القتلى تجاوزت عتبة 1100". واضاف هولمز الذي يشغل ايضا منصب منسق المساعدات العاجلة في المنظمة الدولية "هناك ايضا طبعا مئات الجرحى، واخشى ان تزيد هذه الارقام حين نتلقى مزيدا من المعلومات. وعم الفزع مجددا الجزيرة بعد ان ضربتها هزة جديدة عقب زلزال يوم الاربعاء الذي بلغت قوته 7,6 درجة، مما دفع بالسكان الى الفرار من منازلهم. ويرى الناظر في وجوه سكان مدينة بادانج في سومطرة بوضوح مشاعر الرعب والهلع جراء الزلزال الذي حول مساحات واسعة في المدينة الكبيرة إلى أنقاض. ولكن ذلك لم يكن على ما يبدو نهاية الكارثة حيث عم الخوف قلوب الناس وتساءلوا:متى يكون الزلزال القادم؟ في ضوء هذا الدمار الهائل جراء الهزات الأرضية الشديدة ربما كان من الصعب تصديق علماء الزلازل الذين تنبأوا بوقوع زلازل أخرى أشد وأن احتمال حدوث هذه الزلزال كبير. ويتوقع هؤلاء أن يكون هذا الزلزال هائلا يفوق كل ما تعرضت له جزيرة سومطرة من زلازل منذ مئتي عام. وقال عالم الزلازل كيري سيه من جامعة نانيانج في سنغافورة يوم الخميس:"نتوقع أن تقترب قوة هذا الزلزال من 8ر8 درجة على مقياس ريختر". وحذر سيه من أن زلزالا بمثل هذه القوة يمكن أن يولد أمواج تسونامي بارتفاع عشرة أمتار تستطيع الوصول للشاطئ خلال دقائق قليلة. أضاف سيه :"غير أننا لا نعلم وقت حدوث ذلك على وجه التحديد حيث يمكن أن يقع هذا الزلزال غدا أو العام المقبل أو خلال 30 عاما". وأشار سيه إلى أن زلزالا هائلا بمثل هذا الشكل المتوقع يحدث كل مئتي عام وأن هناك تحركا في القشرة الأرضية في المحيط الهادي قبالة سومطرة بواقع سبعة سنتمترات كل عام على امتداد خط بطول 250 كيلومترا في المحيط مما يولد ضغطا يجد متنفسا له عبر الشقوق الأرضية "ثم تنهار القشرة الأرضية خلال ثوان بمقدار عشرة أمتار.. ويتم تفريغ هذا الضغط من خلال سلسلة من الزلازل". كما أشار الخبير إلى الزلزال الذي وقع قبل خمس سنوات بقوة 2ر9 درجة في مناطق أخرى على نفس الخط المذكور مما ولد أمواجا تسونامية عاتية في المحيط الهندي وكذلك الزلزال الذي وقع بقوة 7ر8 درجة عام 2005. أضاف سيه:"لم يبق إلا انهيار قطعة أرضية بطول 450 كيلومترا بين منطقتي الزلزال المذكورين. و تعرضت هذه المنطقة لسلسلة من الزلازل عام 2007 بقوة 4ر8 درجة. وأوضحت التحليلات التي أجريت للشعب المرجانية في منطقة الزلزال أن سلسلة من الزلازل بدأت عام 1350 واستمرت 40 عاما وكان بعضها مدمرا وأن سلسلة أخرى هزت المنطقة مطلع القرن السابع عشر وبداية القرن التاسع عشر أي كل مئتي عام تقريبا حسب سيه الذي أضاف:"لقد حان وقت سلسلة الزلازل القادمة". وتوقع سيه أن يكون مركز الزلزال القادم قريبا نسبيا من مدينة بادانج طبقا لحسابات الخبراء. إذا حدثت أمواج تسونامية في المناطق المذكورة فسيكون لها تداعيات مدمرة نظرا لارتفاع الكثافة السكانية هناك حيث إن مدينة بادانج وحدها يقطنها نحو مليون نسمة مما سيؤدي إلى تشريد مئات الآلاف من السكان حسبما حذر داني ناتوافيايا من معهد إندونيسيا العلمي المتخصص في الزلازل مرارا هذا بالإضافة إلى القتلى. تدرك السلطات الأندونيسية هذه السيناريوهات المرعبة جيدا مما جعلها على سبيل المثال تعتمد معايير جديدة لبناء المنازل حتى تتجاوز المباني الهزات الأرضية الشديدة. غير أنه مازال هناك آلاف المنازل القديمة والمتلاصقة. وعن ذلك قال هندري أجونج عضو مجلس بلدية مدينة بادانج قبل عدة أشهر في حديث لصحيفة "ستريتس تايمز" السنغافورية:"يسكن أكثر من 200 ألف نسمة في المدينة في شريط عرضه خمسة كيلومترات". أما شوارع المدينة وطرقها فتمثل كابوسا لسكانها حسبما ذهب أجونج الذي رأى أن الشارع الرئيسي في المدينة أضيق من أن يسمح بعمليات الإخلاء السريعة التي قد تستغرق ساعات بسبب ضيق الطريق. ولن تتوفر هذه الساعات الطويلة في حالة وقوع الكارثة كما تبين من خلال الزلزال الأخير الذي أصاب المدينة وكما تبين من خلال التسونامي الذي ضرب جزر ساموا. وكان مركز الزلزال هناك على بعد 200 كيلومتر جنوب الساحل ولم يستغرق وصول الأمواج المدمرة للشاطئ أكثر من 20 دقيقة مما جعل منظمات الإغاثة ومنظمة الصليب الأحمر يركزون عملهم على توعية الناس. وتسعى هذه المنظمات من خلال التدريبات الدورية في حملات التوعية إلى إنقاذ ما يمكن إنقاذه من الناس والوصول بهم لبر الأمان في حالة حدوث كارثة.