شهد أكثر من مليوني ونصف مصل مساء أمس ختم القرآن الكريم في المسجد الحرام في مكةالمكرمة وسط اجواء مفعمة بالايمان بمتابعة من صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل بن عبد العزيز أمير منطقة مكةالمكرمة رئيس لجنة الحج المركزية وختم إمام وخطيب المسجد الحرام الشيح د. عبدالرحمن السديس القرآن الكريم بدعاء ابكى جموع المصلين الذين امتدت بهم الصفوف الى خارج حدود ساحات الحرم الشريف واستمر الدعاء زهاء الساعة تضرع فيه الى الله ان يعتق رقاب المسلمين من النار و أن يحفظ بلادنا وبلاد المسلمين من كل مكروه ويديم عليها نعمة الأمن والاستقرار وتوافد المصلين إلى المسجد الحرام منذ وقت مبكر لأخذ أماكنهم بالمسجد الحرام الذي امتلأت أروقته وأدواره وسطوحه وبدرومه بالمصلين وامتدت صفوفهم إلى جميع الساحات المحيطة بالمسجد الحرام والطرق المؤدية إليه. وقد أغلقت المنطقة المركزية أمام المركبات وتم تفريغها للمصلين الذين تجاوزت صفوفهم حدود الساحات والطرق المؤدية إلى المسجد الحرام و امتلأت الطرق والأنفاق القريبة من المسجد الحرام بالمصلين. وهيأت الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي المناخ التعبدي لقاصدي بيت الله الحرام وكثفت البرامج الوعظية والإرشادية من خلال تنظيم الدروس الدينية ومكاتب الفتوى للإجابة على أسئلة واستفسارات المعتمرين وتوجيههم إلى أداء نسكهم بالطريقة الصحيحة وكذلك مراقبة السعي والطواف وتنظيمهما وتوفير العديد من عربات السعي والطواف بالمجان للمحتاجين وتوجيه النساء إلى الأماكن المخصصة لهن حيث جندت ما يقارب من 33 موظفا وموظفة لتقديم الخدمات لقاصدي بيت الله الحرام إضافة إلى 2500 عامل نظافة ينتشرون في كافة أرجاء المسجد الحرام وساحاته لتنفيذ الخطة التي أعدتها الرئاسة على الوجه الأكمل . واتسمت الحركة المرورية بالانسيابية رغم الكثافة الكبيرة في أعداد السيارات القادمة إلى مكةالمكرمة وذلك بفضل الله أولا وأخيرا ثم بفضل الجهود التي بذلها رجال المرور في تنظيم الحركة المرورية ومتابعتها وتنفيذ الخطة التي أعدت وفق ما هو مرسوم لها والتي ركزت على تفريغ المنطقة المركزية للمشاة ومنع الوقوف في المنطقة المركزية ودخول السيارات إليها منذ الساعة الخامسة عصرا إضافة إلى بعض التعديلات الطفيفة في اتجاهات حركة السير بهدف تيسير الحركة المرورية في هذه الليلة المباركة وتمكين الزوار والمعتمرين من الوصول إلى المسجد الحرام بكل يسر وأمان. كما قامت إدارة الدفاع المدني بوضع خطة لمواجهة أي حالات طارئة في هذه الليلة كالحريق والإنقاذ وغير ذلك إضافة إلى تكثيف أعمال السلامة حيث جندت الإدارة أكثر من 4200 ما بين ضباط وأفراد لتنفيذ خططتها إضافة إلى 325 آلية لإنفاذ خطة تدابير الدفاع المدني إضافة إلى تخصيص عدد من الضباط والأفراد للمشاركة في تنفيذ خطة الإنقاذ داخل المسجد الحرام . و قامت أمانة العاصمة المقدسة بأعمال النظافة ونقل النفايات أولا بأول وجندت أكثر من 4600 عامل نظافة للقيام بأعمال النظافة مزودين بأكثر من 330 آلية ومعدة نظافة إضافة إلى تشغيل 7 محطات انتقالية لتجميع النفايات وكذلك تخصيص عدد من الفرق لمكافحة الحشرات كما هيأت 45 صندوقا ضاغطا في المنطقة المركزية للتخلص السريع والآمن من النفايات علاوة على القيام بمراقبة الأسواق والإصحاح البيئي . فيما قامت مديرية الشؤون الصحية بمنطقة مكةالمكرمة بتجهيز كافة المستشفيات والمراكز الصحية لاستقبال المرضى كما كثفت العمل بالمراكز الصحية داخل المسجد الحرام وتوفير الملزمات الطبية من أدوية وغيرها كما هيأت أقسام الطوارئ لاستقبال أي حالات طارئة وتقديم الخدمات العلاجية لها. وحرصت وحدة الهلال الأحمر السعودي بالعاصمة المقدسة على زيادة الفرق بالمنطقة المركزية إضافة إلى 5 دراجات نارية تجوب في المنطقة المركزية والساحات المحيطة بالمسجد الحرام مجهزة طبياً لتقديم خدماتها الإسعافية لطالبيها. وتواجد 200 طبيب وطبيبة وممرض وممرضة متطوعين يقومون بتقديم الخدمات الطبية لطالبيها. في جو مفعم بالطمأنينة والأمن والأمان أدى جموع المصلين في هذه الليلة المباركة من مواطنين ومقيمين وزوار من داخل المملكة وخارجها صلاة العشاء والتراويح بالمسجد النبوي الشريف الذي اكتضت أروقته وساحاته وسطح المسجد بالمصلين .