عبد الرحمن بن سعد الزير * تتجلى سماحة الإسلام وحرمته ومثله العليا حية جلية في شخصيات علماء الأمة الذين هم سرج الحياة ومصابيح الدجى، الذين تحلو بهم الحياة وتشتد إليهم الحاجة. ومن أبرز العلماء الذين ترى فيهم خلق السماحة بكل ما تعني هذه الكلمة فقيد الأمة وحبرها سماحة الشيخ عبد الله بن عبد الرحمن بن جبرين، عليه رحمة الله وغفرانه، وأسكنه فسيح جناته. لقد تحلى رحمه الله بأخلاق السلف الصالح فهو من بقيتهم ولا مراء، فترى فيه خلق التواضع في كل أحواله في هيئته ومشيته ومظهره، وسفره وحضره، بعيدا عن التكلف لا يرد سائلاً ولا يمتنع مستشفعاً ولا يجد في نفسه شيئا على أحد بل هو سليم الصدر نقي السريرة كثير السمت طويل الصمت يملأ جلساته بالذكر وقراءة القرآن الكريم، شديد الورع، بعيد عن زينة الدنيا حريص على نفع الناس فهو غيث أينما وقع نفع، كان رحمه الله لا يبخل بعلم ولاتعليم ولا يرحم نفسه أو بنأي بها عن حضور وتدريس، يكثر من الاطلاع، ويحسن الظن بالناس، محب لكل من ينتسب إلى الخير فيحرص على التقرب إليهم بقصد نصحهم وكسب ثقتهم ونقاشهم ومجادلتهم بالتي هي أحسن، قيل له على سبيل اللوم، لم تذهب مسافراً فيما يسمى (بالخروج) مع جماعات التبليغ إلى العمرة والحج، وغير ذلك من مدن وقرى المملكة في ذلك الوقت، وهم يطهرون تبذالاً جماً في وسائلهم وتنقلاتهم مع قلة بضاعة بعضهم في العلم، فقال : إنما فرصة لتعليمهم. أحب النظر والتحقيق في مسائل العلم، وأشفق على أمته من بروز مخاطر بعض الطوائف المنتسبة إلى الإسلام من أهل الأهواء ومحذراً المسلمين من مزاعمهم في التقرب لأنهم يسعون لتحقيق مآربهم مع عدم تزحزحهم عن باطلهم، فلم تلن له قناة ولم يرجع عن الحق. ومواقفه ومناقبه رحمه الله في ذلك كثيرة معروفة فقد جمع العلم والدين والورع والإخلاص والصدق والنصح للأمة أئمتها وعامتها فأحبه الناس كما أحبهم، وحرصوا على معرفة رأيه وفتواه في كثير من المسائل التي لها جانب من حياة الناس العملية عن علم مبنى على الكتاب والسنة، فهو نحسبه والله حسيبه ولا نزكي على الله أحداً عالم رباني ينظر إلى آخرته، رحم الله فقيد الأمة وأسكنه فسيح جناته وأجرنا في مصيبتنا وعوض الأمة عنه خيراً. * مستشار بوزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد