يتناول مسلسل “عن الخوف والعزلة” الذي يعرض خلال شهر رمضان، أربعة محاور تتداخل فيما بينها مشكلة قصة اجتماعية معاصرة يصفها مخرجها بأنها قصتنا وقصة الكثيرين ممن يشاطروننا الزمان والمكان. ويصور المحور الأول ما يعانيه الإنسان من تخبط حين يفتقد للحب أو حين يفشل فيه وما قد يحدث للإنسان في ظل غياب الاستقرار العاطفي وكيف يعيش دونه وسبل التعويض عنه وما نوع المشاعر التي تتصارع داخله بينما يحاول أن يتصالح مع نفسه ومحيطه في ظل هذا الغياب. والمفارقة في هذا المسلسل أن أهم الشخصيات التي هجرها الحب هم أربعة أشقاء أطلق عليهم والدهم المتوفى أسماء تشكّل أحرفها الأولى كلمة الحب، وهم “أكرم.. ولميس.. وحسام.. وبسمة”، وكانت لدى الوالد بدائل جاهزة لاسم كل مولود منتظر بغض النظر عن جنسه، المهم أن يكوّنوا جميعاً “الحب”، حيث كان متفائلاً بهم من الناحية العاطفية لكنهم لم يكونوا عند حسن الظن. ويتناول ثاني المحاور العوالم السرية الخاصة للإنسان، فبسبب فقدان الحب يبني المرء عالماً خاصاً به يحجبه عن عيون أقرب المقربين إليه مشكلاً بذلك أسراراً كاملة قد تظل طي الكتمان وتموت مع أصحابها وقد تنكشف لتبيّن للناس الذين انكشفت أمامهم تلك الأسرار أنهم لم يعرفوا حق المعرفة حتى أولئك الذين كانوا يعتقدون أنهم يشاطرونهم كل التفاصيل وكل اللحظات. ويدور المحور الثالث حول الصراع بين نوعين من القيم.. الأول ينظر إلى الحضارة على أنها مرتبطة بتلك المُثل التي تجعل من الإنسان أعلى قيمة في الوجود، ونوع آخر من القيم يبقي على النظرة السابقة للحضارة، لكن الممارسة الفعلية تُظهر أن الإنسان الذي يستحق أن يكون قيمة عليا هو ذاك النخبوي المتسلق على أكتاف الآخرين والمنتمي إلى مصلحته الشخصية. المسلسل يُعرض حاليا على شاشة روتانا خليجية وهو من تأليف فادي قوشقجي وبطولة نخبة من نجوم الدراما السورية أمثال عبدالمنعم عمايري وكاريس بشار وميسون أبو أسعد ورفيق السبيعي وثناء دبسي وسليم صبري.. وآخرين.