ناشد صاحب السمو الملكي الأمير خالد بن طلال بن عبدالعزيز المسلمين بالدعاء لابنه الوليد بأن يمنحه الله تعالى العافية والشفاء في رسالة مؤثرة نقلتها أحد المواقع الالكترونية وخطها بيده. وتوجه الأمير خالد إلى الله سبحانه وتعالى بأن يشفي ويعافي ابنه الوليد الذي يرقد في أحد المستشفيات لأكثر من 1330 يوماً وهو غائب عن الوعي خلال تلك المدة الطويلة، يتذكر فيها حركة ابنه ومداعبته له واشتياقه ووالدته وهو يردد اسميهما على لسانه. أبو الوليد لم تعجزه الأماني ولم تضعفه طول الأيام والليالي من فقد أمل شفاء ابنه رغم تأكيدات الأطباء بعدم شفائه, فبدأ تلك الرسالة بفضل البلاء وكرم المبتلي ثقتنا بالله العظيم ثم بدعاء إخواننا". وختمها بقوله: "لا تنسوا الوليد وجميع مرضى المسلمين من دعائكم" وذيلها بتوقيع أبي الوليد وأم الوليد. وصحيفة "شبرقة" الإلكترونية تنشر فيما يلي نص رسالة صاحب السمو الملكي الأمير خالد بن طلال لإبنه الوليد شفاه الله وعافاه كما نشرها موقع لجينيات : رسالة أبو الوليد إلى ابنه : ثقتنا بالله العظيم ثم بدعاء أخوتنا كثيرة هي المحن التى في طياتها منح .. فكم من محنة تحمل في أحشائها منحة وكم من بلاء تجلى عن نعماء .. وها أنت يا " الوليد" يا ولدي وريحانة قلبي يمر عليك شهر رمضان وأنت طريح الفراش في عام مرضك الرابع.. في إحدى غرف المستشفى لا تبصر عيونك الشمس ولا يداعب وجهك القمر..لا تدري يا ولدي الحبيب وانت رهين غيبوبتك أن 1329 يوماً وليلة بحزنها ومراراتها مرت على أبيك وأمك ونحن معتصمون بالصبر .. قد إعتصر الحزن بمرارته حنايا قلب أمك وشدد من قسوته على قلب أبيك .. لم تفطر أمك في توسلاتها وبكائها وتضرعها لله في سجداتها وأسحارها .. ولم يترك أبوك باباً للرجاء إلا ولجه ولا طريقاً للشفاء إلا سلكه أخذاً بالأسباب وتوكلاً على من أمره بين الكاف والنون. أعلم يا ولدي الحبيب أن شفائك قد تخطى قدرة الطب والأطباء فقد كانوا بالأمس يقولون ويصرون أنه لا رجاء ولا عودة ولا أمل يلوح في الأفق بشفاءك ..مستشهدين ببراهين الطب التجريبي الذى لا يساوي في علم الله جناح بعوضة ... فما عادت نظرياتهم اليوم تفيد بعد أن وقفت جموعهم عاجزة أمام حول الله وعجائب قدرته.. الله الذى يفزع اليه المكروب ويستغيث به المنكوب وتصمد إليه الكائنات.. وتسأله المخلوقات.. وتلهج بذكره الالسن وتالهه القلوب .. ونفزع اليه في الملمات ونتوسل اليه في الكربات .. وننطرح على عتبات بابه سائلين باكين ضارعين منيبين .. حينها يأتي مدده ويصل عونه ويسرع فرجه ويحل فتحه .. فينجي الغريق ويرد الغائب ويعافي المبتلي وينصر المظلوم .. ويهدي الضال ويشفي المريض ويفرج عن المكروب .. ويشفيك أنت يا بني {أَمَّن يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ }. أرادوا يا بني أن يسلبوك حياتك بدون ذنب منك وبغير إذن من الله .. قد حاروا في أمرك وتعجلوا مشيئته تعالى .. قد جهلوا في لحظة غرور إنساني قوله سبحانه { يَا أَيُّهَا الْإنَسَْانُ مَآ غَرَّكَ بِرَبِّكَ الْكَرِيْمِ }..قد جهلوا يا بني مع علمهم وواسع جهدهم أن الله وحده هو فاطرك ومدبر أمرك .. قد جهلوا يا بني أنه القادر على أن ينجيك من كل كرب .. وما أمر شفائك يا بني بمعجزه سبحانه. لقد كانت توسلات ودعاء والدك ووالدتك والمسلمين أشد وأمضى من أقوى دواء على وجه الأرض بعد أن عجز الأطباء فانشغلنا بذكر الله تعالى والتوسل إليه سبحانه فتحدث المفاجأة وتتنفس وتستجيب أطرافك لأصابع والدك ووالدتك عندها علم الجميع بالمفاجأة التى قلبت حسابات الأطباء رأساً على عقب .. فانسابت عبرات الفرح والأمل ! يمر علينا شهر رمضان يا ولدي وأنت صائم عن الكلام والحركة مدة 1329 يوما لم نسمعك تردد فيها أبي أو أمي .. قد إشتقنا فيها إلى ضمك وتقبيلك ومرحك وأنت توزع تمرات الإفطار قبيل آذان المغرب .. يمر علينا الشهر يا بني وقد تعلمنا خلال ال 1329 يوماً معنى التوكل على الله واليقين والصبر والتعبد والتأثر بالصلاة خاصة والسجود ودمعة العين وتدبر القرأن وقشعريرة الجسم .. أيام محنتك يا ولدي جعلت علاقتنا بالمرضى وأهاليهم والناس بجميع فئاتهم علاقة رحمة وتعاطف .. قد عرفنا ما يعانونه من ألم وحزن وبات علينا أن نخفف عنهم. أيام محنتك يا بني فتحت لنا أبواب كثيرة للسعي في الخير والأجر لم نعرفها في السابق علمتنا محنتك يا بني معنى الحب والحنان والاهتمام بك وكأنك عدت في المهد صبياً .. هل تعلم يا بني أننا في كل مرة تحرك شيئاً من أطرافك أو رأسك نحبس أنفاسنا ونتصورك تقوم بعدها تناديني أنا و أمك .. فأضمك بكل حنان أهل السموات والأرض إلى صدري ويتلعثم لساني بالحمد والشكر لله .. وهل تعلم يا بني أننى وأمك نظل نردد كل صباح ومساء حينما نطالع وجهك المضئ الراضى بقضاء الله {وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ }. شقيقتك "نوف" يا " الوليد" لا تزال تستحثك أن تقوم لتلاعبها وتنادي عليها " مين حبيبي" مغادراً فراشك .. تراك تسمعها يا بني ولكنك غير قادر على أن تجيب عبراتها..ولسان حالك يهمس في إذنها باسماً { قُلْ لَنْ يُصِيبَنَا إِلا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَنَا هُوَ مَوْلانَا وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ}. 1329 يوماً صبغت مشيئة الله وإرادته حياتي أنا وأمك بصبغة الرضا .. فما عاد صوت الآذان في سمعنا هو ذاته قبلهن..وما عاد تعظيم النعمة ولا تقدير الصحة والعافية هو ذاته قبل أن تحل المحنة بدارنا .. حتى الدعاء تبدل طعمه يا بني وصار زادنا بعد أن خالطته عبرات الهم والحزن في جوف الأسحار..1329 يوماً يا بني أظل أردد في وجه من يأس من رحمة الله.. إني لأجد ريح الشفاء حول فراش "الوليد" لولا أن تفندون..! والأن يا بني ونحن بين نفحات وعطايا شهر رمضان الرابع الذى يمر عليك يا "الوليد"..تراك تناشد كل من اطلع على هذه الزفرات أن يرق قلبه لحالك وأن يمد يديه ويرفع كفيه ويطلق لسانه ويكثر من طلبه ويبالغ في سؤاله ويلح علي الله ويلزم بابه وينتظر لطفه ويترقب فتحه ويحسن ظنه في ربه وينقطع إليه ويتبتل إليه تبتيلاً في الدعاء بالشفاء لك بظهر الغيب ولجميع مرضى المسلمين .. رحمة بقلب أم يعتصره الألم وأب يرجو الشفاء لفلذة كبده. ولتعلم يا بني أنني وأمك على يقين أنه شهر استجابة .. فعن عبدالله بن عمرو رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن للصائم عند فطره دعوة ما ترد" رواه البيهقي..وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "إن لكل مسلم في كل يوم وليلة –يعني رمضان- دعوة مستجابة". سأظل أردد معك يا ولدي أنا وأمك في محنتك . كيف أحزن .. وأنا إن مرضت عندك شفائي و صحتي و قوتي . كيف أحزن .. وإن ضاقت بي الدنيا بمّا رحبت .. فإليكّ ملجئي و راحتي .. سبحانك جعّلت لي في عتمة المرض دعوة لا ترد . كيّف أحّزن .. وأنت أرحم بي من أمي وأبي .. وأرأف بحالي من نفسي .. حليّم .. رحيّم ..عفّو ..كريّم. لا تنسوا الوليد وجميع مرضى المسلمين من دعائكم . التوقيع أبو الوليد وأم الوليد غرة رمضان 1/9/1430ه