شبرقة_ نغم أحمد : قد نقرأ أو نسمع في بعض الأحيان ما يدفعنا إلى الضحك أو التبسم الحقيقي ، وهو أمر مرغوبٌ فيه بين الفينة والآخرى ، خاصة في خضم هذا الصخب الحياتي المزعج ، الذي ربما لا يجد الإنسان فيه فرصة للترويح عن النفس ، وهذه ولا شك ضريبة من ضرائب المدنية الحديثة .. ولذلك فإننا نرحب بمشاركاتكم ، التي نسعد بها في هذه الزاوية وكافة زوايا الصحيفة دون إستثناء .. نقدم لكم هذا الأسبوع : مجموعة من القصص التاريخية الطريفة. مجنون بني عجل ................... حُكِي أن الحجاج خرج يوما متنزها، فلما فرغ من نزهته صرف عنه أصحابه وانفرد بنفسه، فإذا هو بشيخ من بني عجل، فقال له: من أين أيها الشيخ؟ قال: من هذه القرية. قال: كيف ترون عمالكم؟ قال: شر عمال؛ يظلمون الناس، ويستحلون أموالهم. قال: فكيف قولك في الحجاج؟ قال: ذاك، ما ولى العراق شر منه، قبحه الله، وقبح من استعمله! قال: أتعرف من أنا؟ قال: لا. قال: أنا الحجاج! قال: جُعلت فداك! أو تعرف من أنا؟ قال: لا. قال: فلان بن فلان، مجنون بني عجل، أصرع في كل يوم مرتين. قال: فضحك الحجاج منه، وأمر له بصِلة! الظبي والسهم ................. تكاذب أعرابيان، فقال أحدهما خرجت مرة على فرسٍ لي فإذا أنا بظلمة شديدة، فيممتُها حتى وصلتُ إليها، فإذا قطعةٌ من الليل لم تنتبهْ، فما زلتُ أحمل عليها بفرسي حتى أنبهتها فانجابتْ. فقال الآخر: لقد رميت ظبيا مرة بسهم فعدل الظبي يمنة، فعدل السهم خلفه، فتياسر الظبيُ فتياسر السهمُ خلفَهُ، ثم علا الظبيُ فعلا السهمُ خلفَه، فانحدر، فانحدر عليه حتى أخذه. مثل هذا! .......... قال الجاحظ: ما أخجلتْني إلاَ امرأة مرتْ بي إلى صائغ، فقالت له: اعملْ مثلَ هذا، فبقيتُ مبْهوتاً، ثم سألْتُ الصَّائغَ، فقالَ: أرادتْ هذه المرأةُ أنْ أعملَ صورةَ شيْطان، فقلتُ: لا أدري كيفَ أُصوِّرُهُ، فأتَتْ بكَ إليَّ لأصوِّرَهُ على صورتكَ أحمقان، وثالثهما ................... حُكي أن أحمقيْنِ اصطحبا في طريق، فقال أحدهما للآخر: تعالَ نتمنَّ على الله، فإنَّ الطريقَ تُقطعُ بالحديث. فقال أحدُهما: أنا أتمنّى قطائع غنم أنتفعُ بلبنِها ولحمها وصوفِها. وقال الآخر: أنا أتمنّى قطائعَ ذئابٍ أرسلُها على غَنمِكَ حتى لا تتركَ منها شيئاً. قال: ويحكَ! أهذا من حقِّ الصحبةِ وحُرمة العشرةِ؟!. فتصايَحا، وتَخَاصَما، واشتدّت الخصومةُ بينهما حتى تماسكا بالأطواق، ثمَّ تراضَيَا أنَّ أولَ منْ يطلعُ عليهما يكونُ حكَماً بيْنهما، فطلع عليهما شيخٌ بحمارٍ عليهِ زقَّانِ منْ عسل، فحدّثاه بحديثِهما، فنزل بالزّقّين وفتحهما حتى سال العسل على التراب، وقال: صَبَّ اللهُ دمي مثلَ هذا العسلِ إنْ لمْ تكونا أحمقين! رجل وقنبرة ............. صاد رجلٌ قنبرة، فلما صارت في يده قالت: ما تريد أن تصنع بي؟ قال: أريدُ أن أذبحك وآكلك. قالت: فإني لا أشفي من قرم، ولا أشبع من جوع، وإن تركتني علمتك ثلاث كلمات هي خير لك من أكلي، أما الأولى فأعلمك وأنا في يدك، وأما الثانية فأعلمك وأنا على الشجرة، والثالثة إذا صرتُ على الجبل. فقال: هاتي الواحدة، فقالت: لا تتلهفن على ما فاتك، فتركها وصارت على الشجرة، قال لها: هاتي الثانية، قالت: لا تصدقنَّ بما لا يكون. فلما صارت على الجبل قالت له: يا شقي لو ذبحتني لأخرجت من حوصلتي درتين في كل واحدة عشرون مثقالاً، هي خيرٌ لك من كنز. فعض على شفتيه متلهفاً ثم قال لها: علميني الثالثة، قالت: أنت قد أنسيت الاثنتين فكيف أُعلمك الثالثة؟ لم أقل لك: لا تتلهفن على ما فاتك ولا تصدق بما لا يكون؟ أنا وريشي ولحمي لا أكون زنة درتين، فكيف يكون في حوصلتي ذلك؟ ثم طارت فذهبت. الثعلب والديك ........................ حكي أن الثعلب مر في السحر بشجرة فرأى فوقها ديكاً، فقال له: أما تنزل نصلي جماعة؟ فقال: إن الإمام نائم خلف الشجرة فأيقظه، فنظر الثعلب فرأى الكلب، فضرط وولى هارباً فناداه: أما تأتي لنصلي؟ فقال: قد انتقض وضوئي! فاصبر حتى أجدد لي وضوءاً وأرجع. لم يتركوه يُبلغ رسالته! .................................. أُخِذ رجلٌ ادّعى النبوة أيام المهدي فأُدخل عليه فقال له: أنت نبي؟ قال: نعم. قال: وإلى من بعثت؟ قال: أو تركتموني أذهب إلى أحد ساعةَ بعثتُ؟! وضعتموني في الحبس. فضحك منه المهدي، وخلَّى سبيله.