جهزت المديرية العامة للدفاع المدني خطة طوارئ واسعة النطاق ومشتركة تضم جميع الأجهزة الأمنية والحكومية، تحسبا لثوران أحد البراكين الواقعة في العيص، أو صعود الصهارة البركانية التي يبلغ طولها في باطن الأرض أكثر من ثمانية كيلو مترات، وسيتولى الدفاع المدني قيادة الجهات المشاركة وتفعيل خطتها. وأكد ل "الاقتصادية" العقيد زهير سبيه قائد قوات الدفاع المدني في العيص، إعداد خطة طوارئ واسعة النطاق تشترك فيها جميع الأجهزة الأمنية والحكومية المتمركزة في الموقع منذ حدوث الزلازل في منطقة العيص، حيث تم توزيع مهام كل جهة، وذلك لتطبيقها على أرض الواقع في حال ثوران أحد جبال البراكين أو صعود الصهارة البركانية التي في باطن الأرض. وأبان سبيه أن الصهارة البركانية تتم مراقبتها من قبل مختصين في هيئة المساحة والدفاع المدني وفي حال صعودها يتم تطبيق الخطة وتوزيع المهام الموكلة لكل جهة أمنية وحكومية في الموقع. وأضاف سبيه أن قُطر الصهارة البركانية يراوح ما بين 15 و20 كيلو متراً وهو السبب الرئيسي في حدوث تمدد للقشرة الأرضية في المنطقة مما نتج عنه حدوث تشققات وتصدعات كبيرة في المنطقة. وأشار سبيه إلى أن لجان حصر المباني في العيص حصرت خلال الفترة الماضية حتى أمس أكثر من 3500 مبنى منها 500 مبنى غير صالحة للسكن مرة أخرى، حيث إن هناك توجها بإعادة النظر في حصر المنازل مرة أخرى وذلك بسبب تكرار الهزات الأرضية التي تشهدها منطقة العيص وقراها. من جهته، أكد الدكتور زهير نواب رئيس هيئة المساحة الجيولوجية السعودية، عدم استقرار الصهارة البركانية التي أعلن عنها من قبل، حيث يتربط صعودها إلى سطح الأرض بتحركها وتسجيلها الرجفات البركانية التي لم تسجل حتى أمس. وعن المهام الموكلة في الخطة المشتركة أشار نواب إلى أن مهامنا تكمن في الإبلاغ المباشر عن صعودها وتحركها وقياس سرعتها ومراقبتها مع الجهات الحكومية المشتركة الأخرى والعمل على متابعتها. وأبان نواب أن المنطقة شهدت أكثر من 30 هزة أرضية ضعيفة في حرة الشاقة بلغت قوة أقصاها 2.86 درجة على مقياس ريختر، وذلك خلال ال 24 ساعة الماضية، مشيرا إلى أن جميع المؤشرات والمتغيرات من حيث القياسات الحرارية وتركيزات غاز الرادون وثاني أكسيد الكربون، واتساع الشقوق الأرضية في المعدلات الطبيعية. من جهة أخرى، أوضح الدكتور سعد محلفي وكيل الأرصاد والبيئة في الرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة، أن من مهام الرئاسة في الخطة المشتركة التي أعدتها الدفاع المدني هو توقع اتجاه مسارات الحمم البركانية والعمل على متابعتها من خلال الأقمار الصناعية وتحديد النطاق الذي ستتوقف الحمم فيه وتحديد أثر الحمم في النواحي البيئية من صحة الإنسان والغطاء النباتي إضافة إلى تحويل مسارات الطيران الدولية والمحلية لضمان سلامتها.