تباينت آراء موردي الارز في السوق السعودي حول الاسعار المتوقعة لهذا المنتج مع اقتراب موسمي الاجازة ورمضان وظهرت متناقضة عما كانت عليه في السابق وتحديدا عقب الانخفاضات الاخيرة التي لحقت بنوعيات مختلفة من الارز بنسبة تصل الى 15 في المائة تقريبا.. ففي الوقت الذي سبق وان اكد فيه غالبية التجار ان هناك انخفاضات اخرى متوقعة على الاسعار قد تصل نسبتها الى 40 في المائة عاد البعض من هؤلاء بتوقعات مغايرة تشير الى احتمالية ارتفاع الاسعار او بقائها على ما هي عليه لتزداد مخاوف المستهلك من عودة الارتفاعات مرة اخرى دون مبررات. ولعل اجتماع وزير التجارة عبدالله زينل بتجار المواد الغذائية والارز يوم امس الاول بمكتبه في جدة نتيجة طبيعية لتلك التناقضات حيث طالب الوزير الجميع بعدم رفع الاسعار والكشف عن حجم المخزون المتوفر لديهم والبيع بأسعار معقولة وشدد على اهمية الالتزام بالسعر الحقيقي لكل منتج. وكانت أسعار الأرز البسمتي في السوق السعودية تراجعت الشهر الماضي من 10 الى 15 في المائة إثر وصول الكميات الجديدة التي تم التعاقد عليها من قبل الموردين السعوديين وانخفاض السلعة في الأسواق العالمية في ظل الازمة المالية العالمية ووصل متوسط سعر كيس الأرز زنة 45 كيلو إلى 270 ريالا، و10 كيلو إلى 60 ريالا، و5 كيلو إلى 37 ريالا. واثناء تلك التراجعات عبر مستوردو الأرز عن تفاؤلهم بانخفاضات اخرى تدريجية للأسعار تتبع ذلك الانخفاض وعللوا ذلك بالقول إن الأسعار في الهند تأثرت بعوامل عديدة من اهمها الأزمة الائتمانية وهذا الأمر أدى لبدء هبوط الأسعار في كميات موسم 2008م/2009م، وهو ما تزامن في تلك الفترة مع إيقاف ايران استيرادها وتخفيض الاتحاد الأوروبي من الكميات المستوردة بالإضافة إلى تناقص الكميات نظرا لاستيراد كميات قياسية من قبل المستوردين لتخوفهم من حدوث ازمة في رمضان وما بعده مما دفعهم لاستيراد كميات كبيرة من موسم 2007/2008م حيث وصل حجم المستورد في الخليج الى حوالى 650 الف طن من الأرز الباكستاني والهندي لكافة الشركات. وتوقع محمد الشعلان المدير العام لشركة الشعلان ان تستمر الاسعار الحالية للارز الى ما بعد شهر رمضان المقبل وقال إن الاسعار لدينا في السوق السعودي مستقرة ولكنها مرتفعة في الاسواق العالمية.. مشيرا الى ان موسمي الاجازة ورمضان لن يؤثرا على الاسعار الحالية. واوضح علي الزهراني احد المتخصصين في تجارة الارز ان العام الماضي شهد دخول كميات مخفضة من الارز إلى المملكة ومنذ وصولها بدأ المستوردون يضعون حساباتهم بين الكميات المخزنة في المستودعات ذات السعر المرتفع والكميات المستوردة ذات السعر المنخفض ليصلوا في المتوسط إلى تخفيض يتراوح بين 9 و 10 في المائة وفق حساب كل تاجر، وأكد أن الأسعار بالفعل بدأ المستهلك يتلمسها من خلال شرائه بالأسعار المخفضة. مشيرا إلى ان اسعار ارز التلدا انخفضت فالكيس سعة 5 كيلو مثلا انخفض من 65 ريالا إلى 50 ريالا وقال بعد تلك الانخفاضات توقعنا ان تكون هناك انخفاضات اخرى كما طالعتنا الصحف بما جاء على السنة الموردين وحقيقة نحن ننتظر المزيد من الانخفاضات فالمستهلك لم يعد بمقدوره تحمل المزيد من الاعباء. وانتقد محمد باقبص تاجر ارز بالجملة مقولة ارتفاع اسعار الأرز خارجيا وقال بأن الاسعار لمختلف السلع والمنتجات انخفضت كثيرا نتيجة الازمة العالمية وفي الهند وباكستان تراجعت اكثر من40 في المائة، وقال يجب ان تكون الاسعار لدينا اقل من اي دولة اخرى خاصة وان المملكة تقدم دعما حكوميا للارز وبالتالي كان يجب ان تنخفض الاسعار وبنسب كبيرة منذ وقت مبكر ولو تابعت السوق لوجدت أن الارز المتوفر حاليا في الاسواق بتاريخ قديم بمعنى انه مستورد بأسعار منخفضة ولكن التلاعبات التي تحدث وغياب الرقابة ادى الى ارتفاعها .. وقلل باقبص من احتمالية عودة الأسعار إلى سابق عهدها نظرا لتأثيرات الأزمة العالمية التي اثرت بقوة على الهند وبالتالي من الصعب عودة الأسعار السابقة كما كانت عليه بالرغم مما يردده البعض من التجار