نقض قضاة محكمة التمييز بمكة المكرمة قبل أسبوعين حكما أصدره ثلاثة قضاة -بصرف النظر عن مطالبة المدعين- بقتل وافدة إندونيسية قصاصا بعد اتهامها بقتل ستينية قبل خمس سنوات ونصف السنة، وإقناع أبناء المتوفاة بأخذ الدية وقبول الصلح، وكان قضاة التمييز قد أعادوا ملف القضية مطالبين بإرفاق التقرير الجنائي الخاص بالحادث والذي يحدد ما إذا كانت الوافدة هي التي ارتكبت الجريمة أم لا. وتعود تفاصيل الحكم بعد رفض أبناء المتوفاة ذهبة الغامدي «عمر وسعد وغرم وخاتمة وفاطمة وصفية» وأبناء علي الغامدي أخذ الدية وقبول الصلح، وأبقوا مطالبتهم بالقصاص غير أن القضاة حكموا بصرف النظر عن الحكم بالقصاص وهو الحكم الذي اعترض عليه المدعي وكالة. وكانت الجهات الأمنية قد باشرت تفاصيل الجريمة التي تعود للعام 1427ه بعد أن عثر على ذهبة الغامدي «ستينية العمر» داخل غرفة النوم بشقتها بحي المروة بجدة وأوقفت شرطة جدة في يومها وافدة إندونيسية لا تحمل إقامة نظامية كانت تدعى «سليمة مسنادي مريشيد» أحضرها ابن القتيلة قبل الحادثة بيوم لخدمة والدته، وكانت المتهمة في حادثة القتل بعد أن شاهدتها زوجة ابن القتيلة في صباح يوم الحادثة وهي تحمل سكينا في يدها والدماء تنهمر من فمها، ليتم إيقاف الخادمة وإخضاعها للتحقيقات وهناك أدلت باعترافات أشارت فيها الخادمة مريشيد إلى أنها بدأت العمل لدى المسنة قبل يومين من وقوع الحادثة وأن القتيلة كانت توقظها في منتصف الليل لكي تساعدها في الدخول لدورة المياه وأنه في ليلة الحادثة وبعد صلاة الفجر بدأت القتيلة في توجيه السباب والشتائم على الخادمة وضربها بسجادة الصلاة كما تقول الخادمة وتسرد اعترفاتها. وأضافت أنها قامت بطعن المسنة طعنة واحدة في الجهة اليسرى من صدرها ناحية القلب وأنها قامت بعد ذلك بإحداث جرح في لسانها حتى توهم الآخرين بأن شخصا اعتدى عليهما وقام بقتل المسنة وحاول بتر لسانها ولم يتمكن ولاذ بالفرار.. وأضافت الخادمة في اعترافاتها أنها أخذت السكين وقامت بوضعها تحت المخدة وأخذت مفتاح الغرفة وفكَّرت في الهرب غير أن الوقت كان متأخرا فجرحت نفسها للتمويه وفي الصباح حضرت ابنة القتيلة واكتشفت الجريمة.. غير أن الخادمة وعند مثولها أمام اللجنة القضائية بدَّلت أقوالها وأجابت بأن تلك الاعترافات غير صحيحة، وطلب قضاة المحكمة تقديم الدليل على أن الوافدة هي من ارتكب الحادثة وتم استدعاء زوجة ابن القتيلة صالحة العمري التي أكدت مشاهدتها للخادمة وهي تحمل سكينا والدماء تنزف من فمها وحالة الاعتداء عليها غير أنها أقفلت الباب وهربت من الخادمة أبلغت ابنة القتيلة وزوجها الذي حضر للمنزل وأبلغ الجهات الأمنية بالحادثة وحضر رجال الأمن وفتحوا باب الشقة التي كانت مظلمة ووجدوا باب الغرفة مغلقا حتى قامت الخادمة بفتحه وتم القبض عليها ووجدوا المسنة مقتولة على فراشها بطعنة سكين في الجهة اليسرى من الصدر.