يلعب الأخضر السعودي، والأبيض الإماراتي اليوم، بشعار الفوز ولا شيء سواه، لضمان التأهل للدور الثاني من مسابقة كأس الخليج "خليجي19"، القائمة حاليا في سلطنة عمان، وتفوح رائحة الثأر من المواجهة، فيما ينتظر المنتخب القطري مباراته مع نظيره اليمني لتحقيق فوزه الأول في البطولة بعد تعادلين أمام السعودية والإمارات لم يسجل خلالهما أي هدف. وتتصدر السعودية ترتيب المجموعة برصيد أربع نقاط، بفارق الأهداف أمام الإمارات، وتأتي قطر ثالثة بنقطتين، ويقبع اليمن في المركز الأخير بدون رصيد. وسيكون التعادل كافياً للمنتخب السعودي لحجز إحدى بطاقتي المجموعة إلى نصف النهائي كما فعل في الدورة الماضية، وقد ترافق الإمارات في هذه الحال إذا سقطت قطر في فخ التعادل مع اليمن، أما في حال فوز قطر فإنها ستتساوى مع السعودية والإمارات بعدد النقاط وسيتم اللجوء إلى فارق الأهداف بينها وبين الإمارات لتحديد المتأهل منهما. وتحتاج قطر إلى فوز على اليمن بثلاثة أهداف نظيفة شرط تعادل الإمارات مع السعودية لمرافقة الأخيرة إلى دور الأربعة، أما في حال نجاح اليمن في التسجيل فإن الأمور ستزداد تعقيداً على القطريين. وحسب لوائح الدورة، فإنه ينظر إلى فارق الأهداف في حال تساوي منتخبين بنفس الرصيد من النقاط، ثم إلى المنتخب الذي سجل أكبر عدد من الأهداف في حال استمر التعادل، قبل اللجوء إلى نتيجة المباراة بينهما. ويدرك الإماراتيون أن عليهم عدم الخسارة أمام السعودية، لأن التعادل يبقي أيضاً على فرصهم في الاستمرار في البطولة ولكن عليهم تسجيل الأهداف للإبقاء على أفضليتهم. وكان المنتخبان التقيا في نصف نهائي "خليجي 18" في أبو ظبي مطلع عام 2007 وفاز حينها أصحاب الأرض بهدف لإسماعيل مطر في طريقهم إلى اللقب الأول في تاريخهم. وما يزيد من إثارة المباراة أن الأبيض يريد رد اعتباره أمام الأخضر، الذي كان سبباً في انحسار آماله في المنافسة على إحدى بطاقتي مجموعته إلى نهائيات كأس العالم في جنوب أفريقيا 2010 بعد أن تغلب عليه في أبو ظبي 2-1 في الجولة الثانية من منافسات الدور الرابع والحاسم. وستكشف المباراة المستوى الحقيقي للمنتخبين، فالأخضر كان عادياً أمام قطر في مباراته الأولى، وقدم شوطا رائعا أمام اليمن سجل فيه خمسة أهداف قبل أن يضيف السادس في الشوط الثاني. أما المنتخب الإماراتي فخطف ثلاث نقاط ثمينة أمام اليمن، قبل أن يصطدم بنفس الجدار التكتل الدفاعي للقطريين. من جانبه، سيحاول مدرب المنتخب القطري، الفرنسي برونو ميتسو، أن يكون أول من يقود منتخبين مختلفين إلى اللقب الخليجي، بعد أن فاز مع الإمارات باللقب الأخير، وقد ادخر على ما يبدو أفضل ما لديه للمباراة الأسهل في المجموعة ضد اليمن. ونجحت خطة ميتسو في الحفاظ على نظافة شباكه أمام السعودية، ثم أمام الإمارات، ولم يظهر العنابي حتى الآن شهية تهديفية واضحة، وإذا كان الأداء الدفاعي للقطريين لفت الأنظار بتنظيمه وصلابته، فإن ميتسو يعلم جيدا أنه بحاجة إلى فوز بفارق مريح من الأهداف على اليمن وإلا سيجد نفسه مرافقاً له للخروج. وقد يصطدم القطريون بمنتخب يمني مختلف يريد تقديم شيء ما قبل أن يعود إلى بلاده وذلك اثر الصدمة الإيجابية التي قام بها الاتحاد اليمني بإقالة المدرب المصري محسن صالح بعد الخسارتين الثقيلتين أمام الإمارات والسعودية. واسند الاتحاد اليمني المهمة في المباراة الأخيرة إلى مساعد صالح ومواطنه حمزة الجمل لكن الأخير اعتذر عن ذلك، فطلب من مدرب الهلال اليمني سامي نعاش القيام بالمهمة. واللافت أن نتائج منتخب اليمن في هذه الدورة تراجعت بشكل ملحوظ عما كانت عليه في الدورتين الماضيتين وتجنب فيهما تلقي هزائم ثقيلة لا بل أنه انتزع تعادلاً في كل واحدة، وذلك خلافاً لتصريحات المسؤولين عنه من أنه سيقدم صورة مختلفة هذه المرة بعد الاستعدادات الجيدة عبر ثلاث معسكرات في تونس وتركيا ومصر، حتى ذهب البعض إلى القول أن الهدف هو التأهل إلى الدور نصف النهائي.