لأن عمله يعتمد بالأساس على التخمين والتخرص والحدس الذي لا يعرف أحد حتى الآن له أي مبرر علمي مفهوم، شاع البعض أن أربابه يستخدمون الجن في إنجاز عملهم وتميزهم فيه. فهذا الشخص لديه القدرة على تحديد مواقع الآبار الجوفية وإعطاء تفاصيل دقيقة عنها، مثل نوعية المياه إن كانت حلوة أو مالحة وقوة تدفقها إن كانت كافية أو غائرة، وأخيرا عمقها التقريبي الذي لا تتجاوز نسبة الخطأ فيه المتر أو المترين. «المدينة» التقت أحدهم، وهو العم علي البيضاني الذي أوضح ان مكتشف الابار له عدة تسميات منها «المبصر» ومنهم من يسميه مهندس الآبار، والذي قال انه منذ الصغر بدأ يعرف مواقع المياه الجوفية وعمقها ووفرتها، وهل هي صالحة للشرب أم لا، ولي الآن أكثر من 38 سنة وانا امتهن هذا العمل، حيث اطوف جميع مناطق المملكة بحثا عن المياه الجوفية بطلب الآخرين، حتى أنني وصلت إلى حدود العراق. أما عن الفرق بين الحاضر والماضي قال: إنه في الماضي كانت هناك وفرة في الامطار ووجود المياه، وكان هناك طلب كبير على تحديد مواقع الابار وكانت الاودية تسيل وكانت الابار الجوفية قريبة من الارض ويسهل الحصول عليها، أما الان ومع جفاف الابار أصبح الماء غائرا وبعيدا، وأصبح الكثير من الناس تتخوف من الخسارة او من وجود ماء قليل لا يفي بالغرض المطلوب. وحول ما يردده البعض حول استعانة «المبصرين» أو مكتشفي الآبار بالجن، قال العم علي إن هذا الكلام غير صحيح من الاساس، فالمبصر موهبة من الله ويتمتع بفراسة وحذق يتعرف بها على مكامن الماء في باطن الأرض ببعض الإشارات الدالة على وجوده، وبعده وقربه، بشم التراب أو برائحة بعض النباتات فيه. وعن صعوبة العمل في كشف الابار يقول: لا بد من مواجهة المصاعب في كل عمل يقوم به الانسان، وبالنسبة للمبصر فهي تختلف من منطقة الى اخرى، فمثلا معرفة المياه في المناطق الجبلية تصل الى 250م، وفي المناطق السهلية كمنطقة نجد تصل الى اكثر من 400م، فالمخزون بعيد في تلك المناطق. ويوضح العم علي أن المبصرين لا يستطيعون معرفة النفط او المعادن الاخرى كما يعتقد البعض، وذلك لان اعماق النفط بعيدة تصل الى اكثر من اربعة الاف متر.