شبرقة - (الشرق) علي الرباعي : ودّعتْ منطقة الباحة ، أمس ، المؤرخ والباحث الجغرافي ، ونائب رئيس أدبي الباحة الأسبق ، علي بن صالح السلوك ، بعد معاناة مرضية امتدتْ أعواماً عدة. وتم تشييع جنازة الفقيد ، ودفنه مساء أمس في إحدى مقابر الرياض ، بعد الصلاة عليه في جامع أم الحمام. وتستقبل أسرته المعزين ابتداء من صباح اليوم في قرية قرن ظبي في الباحة. وأنجز الراحل قبل لزوم سرير المرض كتاب (المعجم الجغرافي لبلاد غامد وزهران) عام 1391ه ، ثم قدم للمكتبة العربية أهم موسوعة عن الموروث الشعبي (الموروثات الشعبية لغامد وزهران) ، في خمسة مجلدات ، وتضمنت قصائد العرضة ، واللعب ، والمسحباني ، والهرموج ، والعزاوي ، والسامر ، والحكم والأمثال ، والعادات والتقاليد ، وأهازيج الحرث والزراعة والمناسبات الاجتماعية. والفقيد الراحل من مواليد قرية قرن ظبي عام 1360ه ، بدأ حياته الوظيفية عام 1377ه ، في إمارة الباحة ، وتدرّج في المراتب الإدارية حتى تولى إدارة المستشارين ، وعمل مراسلاً لمجلة الرائد عام 1381ه ، وهو من أوائل المؤسسين لجمعيات البر والجمعيات التعاونية ، وهو عضو في جمعيات عدة أهمها (لجنة الجمعية الجغرافية السعودية) ، وله من الأبناء محمد (موظف في وزارة التربية والتعليم) ، وزهران (ضابط مهندس في وزارة الداخلية) ، وصالح (طبيب في مستشفى الحرس الوطني) ، وحارث (مساعد مهندس في وزارة الدفاع والطيران) ، وعمر (مهندس حاسب آلي في وزارة التربية والتعليم) ، وعبدالله (مهندس اتصالات في شركة الاتصالات السعودية) ، وصخر (من منسوبي معهد الإدارة العامة بالرياض) ، وله عدد من البنات يعملن في مجال التدريس. وتحدث عنه العلامة الراحل حمد الجاسر واصفا إياه بأنه (من خيرة شباب هذه البلاد ، ومن أوسعهم اطّلاعاً على مختلف أحوالها ، ومن أعمقهم معرفة ، وله مؤلف شاملا عن الباحة أطلعني على قسم كبير من مواده ، كما رأيت لديه بعض الوثائق التاريخية عن حوادث جرت في تلك البلاد في القرن الماضي ، وقد تكرّم بتصحيح أخطاء كثيرة اتفق مع محمد مسفر على أكثرها ، وانفرد أحدهما بأشياء عن الآخر ، وقد أدمجت كل التصحيحات ، كما تكرم علي بالإفادة عن بعض المواضيع القديمة والحديثة ذات القيمة الكبيرة). وعبّر المؤرخ محمد الغامدي عن عميق ألمه ، وعظيم أسفه ، على رحيل السلوك ، بعد مغادرته حياتنا الفانية ، منتقلاً إلى رحمة الله وغفرانه ، بعد حياة حافلة بالعطاء الثقافي والاجتماعي ، واصفاً مسيرته ب(الريادة) ، إذ كان له فيها القدح المعلى ، وترك مجموعة من المؤلفات الكبرى ، من بينها : المعجم الجغرافي لبلاد غامد وزهران ، وموسوعة الموروث الشعبي ، ومؤلف كبير ضم بين دفتيه وثائق منطقة الباحة في عقودها الأخيرة ، مستعيداً مساهماته الثقافية في المنطقة ، ومنها تأسيس نادي الباحة الأدبي ، وبعض جمعياتها الخيرية ، مضيفاً أن السلوك انتشر بروحه وأفقه في كثير من المبادرات الإنسانية التي شهدتها المنطقة، داعياً له بالرحمة الواسعة، ولأهله وذويه ومحبيه بالصبر والسلوان ، وإنا لله وإنا إليه راجعون. الخبر من (الشرق)