المؤرخ علي بن صالح السلوك، يعد أحد المؤرخين لتاريخ المملكة قبل عام 1400ه عن مؤلفه الشهير (المعجم الجغرافي لبلاد غامد وزهران) الصادرة طبعته الأولى عام 1391ه وهي حقبة بالنسبة لأبناء منطقة الباحة لم يكن الاهتمام ولا حتى التفكير منصبا وقتها على التوثيق. وعودا على هذا المؤلف الشهير والذائع الصيت والذي أخذه المؤرخ علي السلوك من صدور الرجال ولم يكتف فقط بالمشاهدة والرصد الحياتي اليومي أو مما ينقل عنه وعندما نقول إنه من صدور الرجال فيعني ذلك أن السلوك كان يشد الرحال من قرية إلى أخرى ومن بيت إلى بيت رغبة منه في توخي المصداقية في الرصد والتوثيق في حقبة زمنية لم تكن المركبات الآلية متاحة للكثير ناهيك عن انشغال الناس بحياتهم اليومية وعلى الرغم من أن قرى غامد وزهران سراة وتهامة وبداوة تربو عن أربع مئة قرية إلى أن كل ذلك لم يثبط من عزائمه ولم يثنه عن مواصلة مشروعه حتى خرج علينا عام 1391 ه بهذا المؤلف الكبير المكون من عدة أجزاء حاملا المصداقية والتوثيق التاريخي والجغرافي الدقيق من صدور الرجال الذين عاصروا تلك الحقبة وعندما قام علامة الجزيرة العربية الشهير حمد الجاسر رحمه الله بزيارة منطقة الباحة عام 1390ه لتوثيق تاريخ المنطقة ليتضمن مؤلفه الشهير الضخم (المعجم الجغرافي.. نصوص وأبحاث جغرافية وتاريخية عن جزيرة العرب) كان أول من سانده وسهل مهمته وقدم له المعلومة الصحيحة والدقيقة المؤرخ علي بن صالح السلوك رحمه الله إلى جانب الكرم الذي حفه به وحينها قال عنه العلامة حمد الجاسر رحمه الله الأستاذ علي بن صالح الزهراني، هو من خيرة شباب هذه البلاد، ومن أوسعهم اطلاعاً على مختلف أحوالها وأعمقهم معرفة، وله مؤلف شامل عنها أطلعني على قسم كبير من مواده، ورأيت لديه بعض الوثائق التاريخية عن حوادث جرت في هذه البلاد في القرن الماضي. وقد تكرم بتصحيح أخطاء كثيرة اتفق هو والأستاذ محمد مسفر على أكثرها، وانفرد أحدهما بأشياء، وقد أدمجت كل التصحيحات، كما تكرم الأستاذ علي بالإفادة عن بعض مواضيع قديمة وحديثة ذات قيمة) وقد ذكر المؤرخ السلوك في مقدمة مؤلفه الشهير أن الشيخ حمد الجاسر طلب منه العون في المراجعة والمتابعة لمؤلف الأخير. وآخر مؤلَّف أصدره قبل مرضه هو (الموروثات الشعبية لغامد وزهران) من أربعة أجزاء: 1- الكتاب الأول: قصائد الجبل واللبيني. 2- الكتاب الثاني: قصائد العرضة في مناسباتها المختلفة. 3- الكتاب الثالث: قصائد اللعب والمسحباني والهزموج والعزاوي والسامر. 4- الكتاب الرابع: الأناشيد الشعبية (القاف).