فجعت كغيري من ابناء المملكة العربية السعودية عند سماعي نبأ وفاة صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية خلال رحلته العلاجية الأخيرة في جنيف .. وهي سنة الحياة التي تجري على جميع مخلوقاته.. ومن يتصفح سجل حياة الفقيد رحمه الله يجدها حافلة بالمنجزات الوطنية الرائدة وفي طليعتها المنجزات الأمنية والذي لقب من خلالها برجل الأمن الأول لارسائه قواعد الامن بالمملكة على اسس قوية ووطيدة. فقد اسس رحمه الله اقوى جهاز امني على مستوى العالم.. استطاع ان يكبح من خلاله جماح الاشرار من فلول الارهاب ومكافحة اوكارها والقضاء عليها ودحرها في مهدها وصد مخططات القاعدة التي حاولت التوغل في مدن المملكة وهو من اوجد نظام المناصحة للشباب المغرر بهم عن طريق لجان علمية وقضائية في سبيل عودتهم لجادة الصواب وقد اثمر هذا البرنامج وتجاوبت معه مجموعة كبيرة من الشباب. نايف كان رجل دولة من الطراز الاول فقد امضى في خدمة الوطن والأمة ما يقرب من 60 عاماً تقلب خلالها في مناصب هامة وعديدة تمتع خلالها بمثالية عالية في الخلق وحسن التعامل والادارة والسياسة والاسهام الفاعل في مجالات التنمية التي تعيشها المملكة في مجالات الحياة وفقده خسارة فادحة للوطن والأمة ولكنها ارادة الله الذي لا راد لقضائه وقدره. وقد اسس الفقد العديد من الكراسي في الجامعات لخدمة العلم وطلابه منها ما هو في الداخل ومنها ما هو في الخارج كجامعة موسكو خدمة للغة العربية والعلوم الاسلامية، اضافة الى جائزته العالمية للسنة النبوية والدراسات العالمية وجوائز خيرية وانسانية أخرى وكان وما يزال صورة مثالية في مجال الاغاثة في الداخل والخارج. اضافة الى عنايته بمشروعات الحرمين الشريفين اشرافا ومتابعة وتسهيل امور الحج والحجاج والمعتمرين وما يتعلق بذلك من دراسات آنية او مستقبلية. نايف وجدناه في مسيرته العملية : في الامن والتعليم والاقتصاد، والدعوة والسياسة وتمثيل اخوته وزراء الداخلية العرب وكان شخصية محبوبة على مستوى الامتين العربية والاسلامية لما يتمتع به من حكمة ورجاحة رأي والاسهام في حل العديد من المشكلات. ومهما تحدثنا عن الفقيد رحمه الله فلن نأتي على كل مناقبه العديدة.. وحسبنا اننا اشرنا الى شيء يسير منها .. رافعين أحر تعازينا لمولانا خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وللقيادة الكريمة والأسرة المالكة في فقد هذه الشخصية الوطنية الفذة.. سائلين الله ان يتغمده بواسع رحمته وان يجعل ما قدم وانجز لأمته ووطنه وقيادته في ميزان حسناته. (إنا لله وأنا إليه راجعون).