أ.حمود أبو طالب حتما سوف يكون الحزن كبيرا ، لأن الفقيد كبير ، ولأن فقده جاء مباغتا في الوقت الذي كان الوطن ينتظر عودته ليواصل مسيرته الحافلة بالإنجازات الوطنية البارزة التي رصعت سيرته عبر تاريخه في المسؤولية .. كان الحديث عن الأمير نايف بن عبدالعزيز رحمه الله صعبا في حياته، لأنه يصعب الحديث عن رجل دولة بحجمه وحجم مهامه وضخامة مسؤولياته المتعددة، واليوم يصبح أصعب إذا أردنا الإحاطة بعمر طويل في معترك التصدي لمسؤوليات وطنية جسيمة.. رحم الله الرجل الذي عمل بصمت وجدارة منذ يفاعة العمر إلى آخر لحظة فيه، رحم الله رجل الدولة الذي لو أخذنا فقط جانب الأمن الذي تحمل مسؤوليته وقتا طويلا تخللته منعطفات حساسة وخطيرة، لكان كافيا أن يخلد اسمه في الذاكرة، فكيف به وقد كان مسؤولا عن ملفات وطنية عديدة لا تقل أهمية عن الأمن.. رجل الصمت المهيب، والعمل الدؤوب.. الحكمة التي صقلتها التجارب.. والحنكة التي بلورتها المواقف العقلانية والتأني، والحزم والحسم.. النظرة البعيدة والأفق الواسع.. التفكير في المستقبل بقدر التفكير في الحاضر.. الوطن أولا ولا شيء قبل الوطن، أمنه أمانة غير مسموح العبث بها، واستقراره الدائم هدف استراتيجي لا بد من تحقيقه.. ذلك هو نايف بن عبدالعزيز رحمه الله وأسكنه فسيح جناته.. لقد أتيت يا نايف من عرين الفارس العظيم الذي وحد البلاد، وأزال عنها الخوف، واستبدله بالأمن الوارف، وشاء قدرك أن تتولى هذه المسؤولية عبر عمرك الذي لن ينتهي بمغادرة الدنيا، لأن عمر الإنسان هو أعماله التي يخلدها في ذاكرة الوطن.. نودعك اليوم والوطن يغرق في حزن هائل عليك، لأنك أعطيته الكثير الكثير.. ولا نملك سوى أن نقول رحمك الله رحمة واسعة، «إنا لله وإنا إليه راجعون».