شبرقة - ليالي أنس : علكة النيكوتين ورقعات الجلد التي يستخدمها ملايين المدخنين للإقلاع عن تلك العادة ليس لها فائدة دائمة، وربما يكون لها رد فعل معاكس في بعض الحالات. هذا ما توصلت إليه أدق وأحدث دراسة أجريت حتى الآن عن العلاج ببدائل النيكوتين. وقد شملت الدراسة التي نشرت في مجلة (مكافحة التبغ) نحو 800 شخص يحاولون الإقلاع عن التدخين منذ عدة سنوات، ومن المرجح أن تثير جدلا واسعا بشأن قيمة بدائل النيكوتين. يشار إلى أنه في الدراسات الطبية السابقة أثبتت هذه المنتجات فعالية وهو ما سهل على الناس الإقلاع عن التدخين، على الأقل في الأمد القصير. وكانت النتائج مشجعة، وهو ما جعلها أساسا لتوجيهات اتحادية أوصت بهذه المنتجات لوقف التدخين. لكن في استطلاعات الرأي كانت فوائد هذه المنتجات قليلة، حيث كان المدخنون يستخدمون المنتجات الشائعة بدون وصفة طبية. والدراسة الجديدة تتبعت مجموعة من المدخنين لمعرفة ما إذا كان بديل النيكوتين أثر في أفضلياتهم لترك هذه العادة مع الوقت. ومن المعلوم أن سوق المنتجات البديلة للنيكوتين قد انطلق في السنوات الأخيرة، حيث زاد دخل هذه المنتجات لأكثر من 800 مليون دولار سنويا عام 2007 من 129 مليونا عام 1991. وكانت هذه المنتجات قد أقرت للبيع بدون وصفة عام 1997. وقال الأطباء من مركز هارفارد لمكافحة التبغ إن نتائج الدراسة لم تكن غير متوقعة بالنظر إلى الطريقة العشوائية التي يستخدم بها كثير من المدخنين هذه المنتجات، واستجابة المريض أمر بالغ الأهمية. وفي الدراسة الجديدة التي أجريت في ماساتشوستس تتبع الباحثون عينة من 1916 شخصا بالغا، بما في ذلك 787 ممن أقلعوا عن التدخين مؤخرا. وكشفت الدراسة أن نحو ثلث الأشخاص الذين كانوا يحاولون الإقلاع حدثت لهم انتكاسة. ولم يكن لاستخدام بدائل النيكوتين تأثير في شيء، سواء أخذت خلال فترة التوصية المقررة بشهرين أو بتوجيه من مستشار التوقف.(الجزيرة.نت) وأظهرت مجموعة فرعية -وشملت المفرطين في التدخين- التي كانت تستخدم بدائل النيكوتين بدون استشارة أنها قابلة بنسبة ضعفين للإصابة بانتكاسة، بالمقارنة مع المفرطين الذين لم يستخدموا هذه البدائل. ويجادل الباحثون أنه بينما تبدو بدائل النيكوتين كأنها تساعد الناس على الإقلاع عن التدخين فهي غير كافية لمنع الانتكاسة على المدى الطويل. وقالوا إن التحفيز أمر بالغ الأهمية هنا وكذلك البيئة الاجتماعية للشخص وحجم الدعم من الأصدقاء والأسرة والقواعد المطبقة في أماكن العمل. كما أن الحملات الإعلامية وزيادة ضريبة التبغ وقوانين التضييق على التدخين كان لها تأثير أيضا.