اليوم سبت الغضب تستعد شرطة مكافحة الشغب في كثير من الدول والعواصم الكبرى مثل لندن وأثينا اليوم لاحتمال وقوع اضطرابات ومواجهات تشوبها أعمال عنف . حيث وجه محتجون في مختلف أنحاء العالم صرخة غضب اليوم السبت في وجه مصرفيين ورأسماليين وسياسيين يتهمونهم بتدمير اقتصادات العالم وحكمهم على الملايين بمواجهة الفقر والصعاب نتيجة طمعهم . ويخطط المحتجون متأثرين بحركة احتلوا وول ستريت التي نشطت الشهر الماضي للخروج للشوارع من نيوزيلاند إلى الاسكا ومن لندن وفرانكفورت الى نيويورك نفسها . وقال دانيال شريبر وهو محرر يقيم في برلين "انتظر هذا الاحتجاج منذ فترة طويلة منذ 2008 . كنت أتعجب دائما لماذا لم يغضب الناس ولماذا لم يحدث أي شيء وفي النهاية وبعد ثلاث سنوات يحدث ذلك . " ووصفت الاحتجاجات بأنها سلمية ولكن وفي مؤشر على ما قد يحدث اقتحمت مجموعة من الطلاب الجامعيين مكاتب مؤسسة جولدمان ساكس في مدينة ميلانو الإيطالية أمس الجمعة . وتمكن الطلاب من اقتحام ردهة مبنى جولدمان ساكس في قلب حي المال في ميلانو . وأمكن تفريق الاحتجاجات بسرعة ولكن عبارات كتبها المحتجون باللون الأحمر على الجدران أعربت عن غضبهم من رئيس الوزراء سيلفيو برلسكوني وقالت إحداها "أعطنا مالا . " ورشق متظاهرون بالبيض مقر مصرف يونيكريديت اكبر مصارف ايطاليا . ورفعت الشرطة الإيطالية درجة الاستعداد لمواجهة آلاف يخططون لتنظيم مسيرة في روما ضد اجراءات تقشفية تخطط لفرضها حكومة برلسكوني . وفي لندن يهدف المحتجون للتجمع في لندن المركز الدولي المالي الرائد تحت شعار "احتلوا البورصة . " وقال سبايرو أحد المشرفين على صفحة على موقع فيسبوك في لندن وصل عدد أعضائها الى نحو 12 ألفاً خلال أسابيع قليلة "ينضم إلينا يوميا أناس من كل مناحي الحياة . " ولخص سبايرو الذي يعمل في وظيفة يتقاضى منها راتبا جيدا ولا يرغب في الكشف عن اسمه بالكامل الهدف الرئيسي للاحتجاجات العالمية بأنه "النظام المالي . " ومعربا عن غضبه من حزم إنقاذ البنوك التي اعتمدت على أموال دافعي الضرائب منذ 2008 وعلى المكافآت الضخمة التي لا تزال تقدم لبعض العاملين بنفس البنوك بينما تفسد البطالة حياة العديد من الشباب البريطاني قال سبايرو "الناس من كل أنحاء العالم . نقول كفى يعنى كفى." ودعا محتجون يونانيون بالتوازي مع حركة احتجاجية اسبانية إلى مسيرة للاحتجاج على اجراءات تفشفية اليوم السبت في ميدان سينتاجما مسرح العديد من المظاهرات منذ تفجر الأزمة المالية اليونانية . وقالت جماعة الديمقراطية الحقيقية داعية الناس للانضمام للاحتجاج "ما يحدث في اليونان الآن هو الكابوس الذي ينتظر دول أخرى في المستقبل . التضامن هو سلاح الشعب . " ووجود مطالب محددة يبدو اقل من انتشار إحساس عام بأن الأغنياء "الجشعون والفاسدون" وخاصة البنوك ينبغي عليهم دفع الكثير وان الحكومات المنتخبة لا تستمع لشعوبها . وقال الموقع الالكتروني متحدون من أجل التغيير العالمي "حان الوقت أمامنا لكي نتحد وحان الوقت لكي ينصتوا . شعوب العالم انهضوا. لسنا متاعا في أيدي الساسة والمصرفيين الذين لا يمثلوننا . .. سنتظاهر سلميا ونتحدث وننتظم حتى يتحقق ذلك . " وفي المانيا حيث يبدو التعاطف مع مشاكل ديون جنوب أوروبا غير مكتملا يتوقع أن يكون المركز المالي في فرانكفورت والبنك المركزي الأوروبي على وجه الخصوص مركزا لمسيرات دعت إليها حركة الديمقراطية الحقيقية الآن . وفي الولاياتالمتحدة دعا مئات من المحتجين في حديقة زوكوتي بارك في مانهاتن بنيويورك لانضمام المزيد من الناس إليهم . وكان تجمعهم دافعا لصدور مزيد من الدعوات المطالبة بتنظيم وقفات أخرى مشابهة في العشرات من المدن الأمريكية اعتبارا من اليوم السبت . ولكن يعتقد بعض المحلليين أن الزخم تجاه الاحتجاجات في بعض الدول مثل اليونان واسبانيا يتضاءل . وقالت ماري بوسيس الاستاذة بجامعة بيريوس "المزيد من الناس يتفقون مع هذه الاحتجاجات أكثر ممن يشاركون فيها بالفعل . " وقالت انه رغم اليأس بشأن الإجراءات التقشفية التي خفضت الأجور والمعاشات ووضعت مئات الآلاف من الناس دون عمل .