تفاوت ما بين الشامل والجزئي أصيبت الحياة العامة في العديد من المحافظات اليمنية بالشلل التام بعد استجابة سكانها لدعوة (شباب الثورة) بالتوقف عن العمل ، فيما عطلت مراوحة السلطة والمعارضة التوقيع على المبادرة الخليجية. وفي عدن وبعد دعوة حركة شباب (ثورة 16 فبراير) إلى تنفيذ عصيان مدني شامل ، شلت الحركة في معظم مديريات المحافظة وتسببت حالة العصيان المدني بقطع الطرق وتوقف حركة السير ، وأغلقت المؤسسات الحكومية والشركات الخاصة والمحال التجارية وخلت الشوارع من المارة. وذكرت مصادر محلية أن مدينة عدن كانت الأكثر استجابة من بين المدن اليمنية، حيث بلغت نسبة الاستجابة أكثر من 90% ، بعد ما تم إغلاق المحال التجارية بشكل كلي ، فيما قام المتظاهرون بقطع الطرق دون وقوع مصادمات مع رجال الأمن. كما شهدت محافظات لحج والضالع وأبين وشبوة وذمار وحضرموت عصيانا مدنيا تفاوت ما بين الشامل والجزئي استجابة لشباب الثورة وتصعيد الاحتجاجات المطالبة برحيل نظام الرئيس علي عبدالله صالح. وشهدت مدينة عتق عاصمة محافظة شبوة مظاهرة حاشدة للمطالبة بإسقاط النظام. كما شهدت محافظة ذمار إضرابا جزئيا عن العمل بلغت نسبته 60%. وكانت قوات من الأمن قد ألقت القبض على مجموعة من شباب التغيير بعد النجاح الكبير للعصيان الجزئي الذي دعا له الشباب بمدينة المكلا بمحافظة حضرموت من الساعة الثامنة وحتى العاشرة صباحا كمرحلة أولى ، حيث بلغت نسبة النجاح أكثر من 80%. وفي صنعاء العاصمة كان التجاوب مع العصيان المدني متفاوتا ، حيث أغلقت بعض المحلات أبوابها ، فيما بقي البعض الآخر مفتوحا. وعلى المستوى السياسي لم تتضح بعد مواقف الأطراف السياسية بشأن التوقيع على المبادرة الخليجية لحل الأزمة القائمة في البلاد. وذكرت مصادر مطلعة أن هناك مراوحة في مواقف السلطة والمعارضة أجلت التوقيع على المبادرة التي كان من المفترض أن يتم التوقيع عليها أمس. ويبذل الوسطاء الخليجيون والأميركيون والأوروبيون جهودا حثيثة لإقناع الطرفين بالتوقيع على الاتفاقية حتى يخرج البلد من أزمته الراهنة التي تنذر بعواقب وخيمة في حال فشلت جهود الوساطة في هذا الجانب ما لم تحدث مفاجأة أو اختراق جدي لهذه القضية. وكانت معلومات سابقة قد ذكرت أن الرئيس اليمني والمعارضة اتفقا على توقيع المبادرة بعد إدخال تعديلات بسيطة عليها. ومن شأن الاتفاق أن يسهل خروج صالح من الحكم خلال 30 يوما.