كشفت معلومات صحافية أن المحالين إلى القضاء من المتهمين في القضايا الإرهابية ينتمون إلى ما يقارب 20 جنسية، مضيفة أن سم السيانيد الذي ضبط معهم كان مخبأ في مدينة الرياض ومجهزاً للاستخدام. وأوضحت المعلومات ذاتها، أن المداهمة التي قامت بها قوات الأمن في شهر أبريل عام 2005، لمنزل في مدينة الرس، كانت نتيجة تجمع عدد من أبرز عناصر التنظيم في تلك الفترة، وكان موضوع اجتماعهم إعادة هيكلة التنظيم لما لحق به من إرباك وتفكك واختلاط أوراقه وانقطاع التواصل بين قياداته نتيجة للضربات الاستباقية المتكررة التي حققتها القوات الأمنية. وأضافت أن من أهداف ذلك الاجتماع تعيين قيادات للخلايا المنتشرة حينها، ومحاولة إيجاد طرق اتصال في ما بين قيادات هذه الخلايا، وتعيين مسؤولين عنها، موضحة أن تشابك الأدوار وتداخلها، مما يتيح قيام كل عنصر بمهام متعددة في عدة خلايا جعلت من الصعوبة تحديد عدد الخلايا المحالة إلى القضاء. وبينت أن من يقوم بدور المثبت ودور عملية غسيل المخ، لابد أن يملك صفات خاصة في القدرة على الإقناع، لكي يتسنى له إخضاع من يثبته، أو يقوم بعملية غسيل مخه، بتنفيذ كافة ما يمليه عليه، وأن ذلك ليس شرطاً أن يقوم العنصر بهذا الدور فقط، إذ إن هناك عناصر قامت بهذه الأدوار في خلايا، و قامت بمهام أخرى في خلايا أخرى. وحول كشف بيان وزارة الداخلية عن ضبط كميات من المتفجرات وسم السيانيد القاتل، والذي يستخدم بإذابته في المياه واستخدامه أو رشه كبخار عبر أجهزة التكييف المركزي، أفادت المعلومات أنه تم ضبطه مع الخلايا الإرهابية في مدينة الرياض مخزناً وجاهزا للاستخدام، مما يرجح احتمال نية العناصر الإرهابية استخدامه عبر المستوعبات الكبيرة للمياه التي تغذي المدن، أو عبر شبكات التكييف التي تخدم المباني الكبيرة ذات التجمعات البشرية الكثيفة. من جهته أوضح مدير قسم مكافحة الإرهاب في مركز الخليج للبحوث الدكتور مصطفى العاني أن حجم الكارثة كان سيكون فظيعا جدا لو استطاع هؤلاء الإرهابيون استخدام مثل هذه الكمية من المتفجرات، أو بعضها، واصفاً أثرها بالمدمر جداً. وقال إن استخدام مثل هذه النوعية من المتفجرات يقتصر على الجيوش فقط، إذ إنها مادة عسكرية وتستخدم في الحروب فقط، مما يفضح نوايا هذا التنظيم، لأن هذه النوعية تحدث أضرارا مضاعفة سبع مرات بقدر التي تحدثها المتفجرات العادية، في إشارة إلى النوعين المضبوطين وهما " الآر دي إكس، والسي 4 ". وأضاف أن هناك قلاقل وإرباكا واختلالاً كان سيحدث لحياة الأشخاص والمواطنين العاديين، لو تمكنوا من استخدام هذه المتفجرات، كما أن عدد الضحايا من البشر كان سيصبح مرتفعا جدا، مما يدفع هؤلاء العناصر إلى أعمال إرهابية أكثر قسوة وأكبر حجماً. وبين أن مثل هذا المخطط لو نجح في استخدام مثل هذه النوعية من المتفجرات، والسموم لأدى إلى كارثة لا حدود لها، موضحا في الوقت ذاته أن سم السيانيد يستخدم للانتحار مثل ما يفعله مقاتلوا التاميل خوفا من القبض عليهم أحياء من قبل الجيش السريلانكي، بابتلاع حبة بقدر حبة الأسبرين تحتوي على كمية بسيطة تقل عن 10 جرامات لتقتله. وقال إن العناصر الإرهابية لو استطاعت استخدام هذا السم عبر خزانات المياه العامة لأحدثت نسبة وفيات مرتفعة جدا، مضيفاً أن قطرة بقدر أقل من عشرة جرامات من هذا السم كفيلة بقتل إنسان بالغ في أقل من دقيقة. من جانبه وصف رئيس جهاز أمن الدولة المصري السابق اللواء فؤاد علام، الدمار الذي كان سيحدثه السم بالأعمى، إذ إنه لا يرى ماذا يواجه ولا يفرق بين ضحاياه، مقللا من النسبة التي تحدث تدميرا هائلا حول الكمية المضبوطة مع الإرهابيين حسب البيان الأخير، مؤكدا أن 5% فقط من هذه الكمية كفيلة بإحداث فوضى عارمة في المنطقة ولن تقتصر هذه الفوضى على المملكة فقط . وقال إن الآثار كانت ستكون مدمرة جدا لو حدث هذا، ولكن العناية الإلهية حمت البلاد والعباد من هذه الأضرار الكارثية، موضحا أن الآثار كانت ستشمل كافة صنوف الحياة من اجتماعية واقتصادية وسياسية، ولن تقتصر على حد معين. وحول آثار هذه الكمية من المضبوطات على أفراد المجتمع السعودي قال أستاذ علم الاجتماع في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية الدكتور إبراهيم الجوير إن المواطنين والمقيمين في المملكة عاشوا فترات طويلة وهم ينعمون بالأمن والأمان، لكن مثل هذه العمليات الإرهابية غيرت من سلوكيات الناس الآمنين، ومن هدوئهم، مغيرة بذلك معالم حياتهم اليومية. وأضاف أن ما نراه - نتيجة لهذه الأعمال الإرهابية - من مظاهر لتوفير الحماية لأرواح الأشخاص من احترازات أمنية حول المؤسسات الحكومية والخاصة ونقاط التفتيش، لها تأثيرات نفسية على حياة الأشخاص. وأوضح أن السلوك الفردي والمجتمعي يتكيف ويتغير حسب تداعيات العمليات الإرهابية، مرجعا ذلك لإحساس الشخص بالخطر ومحاولة الوقاية منه . وبين أن بعض الأشخاص ومن تأثره النفسي بالإرهاب يمنع أبناءه من الانضمام لمدارس تحفيظ القرآن، والأندية الصيفية، وذلك ناتج عن استغلال هؤلاء الإرهابيين لهذه التجمعات الطلابية، وأساءوا لهذه النشاطات الخيرة التي وضعت أصلا لتقويم الإنسان وإصلاحه.