تحدت أكثر من 5 آلاف سيدة في جدة أمس سرطان الثدي، وشكلن أكبر شريط وردي بشري في العالم، بمشاركة نساء من جنسيات مختلفة، من السعودية والولاياتالمتحدة وفنلندا وجنوب أفريقيا وإندونيسيا. وسعت المشاركات في الحملة التي حملت اسم "وقفة نساء" إلى تسجيل رقم جديد في موسوعة "جينيس" للأرقام القياسية، وزيادة التوعوية بمخاطر سرطان الثدي وأهمية الإجراءات الوقائية والكشف المبكر. وقد انصبت آمال وتطلعات المشاركات اللواتي توشحن برداء وردي بتحقيق زيادة في الاهتمام المحلي والعالمي بهذا المرض الفتاك. فيما كان عمر أصغر المشاركات في الحملة التي جرت تحت رعاية "الوطن" الإعلامية، في حدود اثني عشر عاماً. وجاء تنظيم الحفل في مجمع وزارة التربية والتعليم الرياضي، الذي شهد إقبالاً كبيراً للسيدات فاق المتوقع، وقبل موعد افتتاح البوابة الرئيسية بساعات. وقد حظيت الفعالية بمتابعة وإشراف رئيسة الحملة الأميرة ريم بنت بندر بن سلطان بن عبد العزيز، التي قالت في تصريحات خاصة إلى "الوطن" إن "تنظيم الفعالية يشعرنا أننا وصلنا للهدف المنشود وهو التوعية والتثقيف بأهمية الكشف المبكر لسرطان الثدي". وأكدت أن" تنظيم هذه الحملة وتكوين السلسلة البشرية الهدف منه توعية السيدات والرجال على حد سواء، باعتبار أن سرطان الثدي لا يختص بالسيدات بل يشمل الأسرة ككل، ونحن حينما نصل للمرأة في كل مكان، وننجح في توعيتها بأهمية الكشف المبكر، نختصر عليها طريق العلاج، لأن اكتشاف سرطان الثدي في مراحله الأولى يجعل العلاج أسهل". وأضافت أن "انطباع السيدات والرجال حول المرأة التي تصاب بسرطان الثدي غير ايجابي، ونحن نريد تغيير فكرة المجتمع حول المصابات بسرطان الثدي". وأشارت إلى أن "المشاركة النسائية في هذا الشريط لم تقتصر على السعوديات بل كان هناك مشاركات من فنلندا ومن الولاياتالمتحدة الأميركية وإندونيسيا وجنوب أفريقيا والعديد من السفارات الأجنبية المتواجدة في السعودية". وتوجهت بالشكر إلى صاحب السمو الملكي ولي العهد، نائب رئيس مجلس الوزراء، وزير الدفاع المفتش العام، الأمير سلطان بن عبد العزيز، وأمير منطقة مكةالمكرمة الأمير خالد الفيصل، ومحافظ جدة الأمير مشعل بن ماجد، ووزير التربية التعليم الأمير فيصل بن عبدالله، على جهودهم في إنجاح الحملة". وكان قد سبق تنظيم الشريط البشري الوردي، ضمن حملة "وقفة نساء"، تنظيم مسيرة برعاية شركة "أفيون العربية"، بعنوان "مسيرة حياة". وأكدت المتحدثة الرسمية باسم حملة "مسيرة حياة"، الدكتورة موضي بترجي أن "الحملة تهدف إلى تثقيف السيدات والأسر بأهمية الكشف المبكر لسرطان الثدي من سن 12 عاما وما فوق عن طريق الكشف الذاتي، وسن 30 وما فوق بالكشف بالأشعة الصوتية". وكشفت بترجي "أن عدد المشاركات في الحملة تجاوز 5 آلاف سيدة، ونحن بذلك نريد تحطيم الرقم القياسي بموسوعة "جينيس" العالمية، حيث كان آخر رقم تم تسجيله مشاركة 3600 سيدة". مشيرة إلى أن "المشاركات بالحملة من جميع أنحاء العالم، ومن جهات عديدة، فهذا الشريط البشري يدل على صحوة من قبل السيدات لمواجهة مرض سرطان الثدي". من جهتها ذكرت منظمة حملة "مسيرة حياة" رئيسة العلاقات العامة في شركة "أفيون العربية" غادة السبحي أن "شركة أفيون تدعم السيدات المصابات لتحسين حياتهن المعيشية والاجتماعية والمادية، من خلال توفير فرص عمل للمصابات من داخل المنزل. وتحدثت إلى "الوطن" ناجية من المرض، رئيسة قسم خدمة المستهلك في إحدى الشركات، ريم عبداللطيف، عن لحظة اكتشافها الإصابة بالمرض، قائلة إنها كانت مفاجأة بالنسبة لها، إلا أن إصرارها على العلاج، خاصة أن الاكتشاف جاء في مرحلة مبكرة، ساهم في إنقاذها. ومن جهتها، أشادت المصابة بسرطان الثدي المذيعة في قناة "mbc" فادية الطويل بالجهود الكبيرة التي بذلتها الأميرة ريم في "جعل الفكرة تتحول إلى حقيقة على أرض الواقع"، معتبرة أن "الحضور أبهر الجميع في ظل الحشود الكبيرة التي لم يتوقعها أحد بهذه الكثافة".