للتعبير عن الرفض القاطع لمشروع قانون إصلاح نظام التقاعد تصاعدت حدة المواجهة أمس بين الحكومة والشارع الفرنسي, حيث شهد العديد من المدن الكبري تعبئة عامة, بعد أن شارك ما لا يقل عن340 ألف فرنسي في أكثر من230 مظاهرة احتجاجية كتعبير عن الرفض القاطع لمشروع قانون إصلاح نظام التقاعد حسب صحيفة "الأهرام" المصرية. جاء ذلك في الوقت الذي اندلعت فيه مصادمات بين طلبة مغاربة وقوات الأمن, بعد تعطيل الدراسة فيما يتراوح بين300 و900 منشأة تعليمية, الأمر الذي دفع رجال الأمن لاعتقال264 مخربا- كما وصفتهم وزارة الداخلية الفرنسية, وهو ما اضطر المسئولين في مختلف النقابات العمالية إلي وضع نظام خاص للمظاهرات للتأكد من انضباط المتظاهرين المشاركين فيها. في الوقت ذاته, تفاقمت أزمة الإضرابات في قطاع البترول, فعلي الرغم من أن قصر الإليزيه أصدر أوامر مشددة لقوات الأمن باستخدام القوة لفك الحصار عن ثلاثة معامل لتكرير البترول, فإن الإضرابات امتدت لتشمل10 معامل من بين12 معملا فرنسيا للتكرير. كما توقف خط الأنابيب الخاص بتزويد مطارات باريس بالكيروسين عن العمل, حيث حذر متحدث باسم وزارة النقل من أن مخزون الوقود في مطار شارل ديجول الدولي سينفذ في غضون يومين فقط, أي بحلول يوم غد الإثنين. ولكن يبدو أن الوضع أفضل في مطار أورلي حيث لديه من الوقود ما يكفي17 يوما من العمل, إلا أن المتحدث الرسمي أعرب عن تفاؤله إزاء إمكانية إيجاد سبل غير تقليدية لتوفير الوقود اللازم لتشغيل هذه المطارات. ومن المتوقع أن تتأثر شبكات السكك الحديدية بالإضرابات, بالإضافة إلي السفر جوا, بعد أن أدي إضراب عمال المطارات في مطار أورلي بباريس أمس الأول إلي الحيلولة دون مغادرة بعض رحلات شركة إير فرانس من باريس. وفي إطار التصاعد المستمر والخطير في الأزمة, انضم سائقو الشاحنات إلي الإضراب لسد الطرق أمام مستودعات الوقود والمصافي وشل حركة المرور نهائيا. وأوضح مكسيم دومون مدير عام نقابة سائقي الشاحنات أنهم كانوا في انتظار استجابة الحكومة للغضب الشعبي والاستماع لصوت العقل. وأكد أنهم في مجال النقل لديهم إمكانية تصعيد الضغوط لدعم موقف العمال والموظفين لدفع الحكومة للرضوخ للمطالب الشعبية. يأتي ذلك في الوقت الذي يعقد فيه الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي ورئيس وزرائه فرانسوا فيون وكافة الوزراء المعنيون اجتماعات يومية منذ بداية الحركة لمتابعة تطورات الموقف, مع تزايد المخاوف من أن يصبح الطلبة أكثر عنفا, خاصة في أعقاب استخدام الشرطة الغاز المسيل للدموع أمس الأول لتفريق الحشود في مدينة ليون واعتقال عشرات الطلبة في شتي أنحاء البلاد, فضلا عن سقوط العديد من المصابين بين صفوف الشرطة. وكانت فرنسا قد شهدت بالفعل أربعة أيام متتالية من الاضراب احتجاجا علي إصلاح الحكومة- الذي لا يحظي بشعبية- لنظام المعاشات, مما ادي الي ضغط امدادات الوقود وتعطل رحلات جوية وتقليص خدمات السكك الحديدية. إلا أن الحكومة ما زالت مصممة علي المضي قدما في هذا القانون, مؤكدة أنه السبيل الوحيد للحيلولة دون ارتفاع العجز سنوي في المعاشات من32 مليار يورو الي50 مليار يورو بحلول.2020