في محاولة لإيجاد مخرج لأزمة التوقيع كشف الدكتور أحمد يوسف، وكيل وزارة الخارجية في حكومة غزة المقالة، عن قيام الحركة بإجراء اتصالات مع وزارة الخارجية المصرية وجهاز المخابرات العامة، لإيجاد مخرج لازمة التوقيع على ورقة المصالحة المصرية يحفظ ماء الوجه للجميع، مشيرا إلى أن إسماعيل هنية، حمل الوفد المصري الذي زار غزة في الآونة الأخيرة رسالة شفهية إلى عمر سليمان. وقال يوسف، إنه شخصيا أجرى مؤخرا اتصالات مع مسؤولين في وزارة الخارجية المصرية، فيما أجرى مسؤولون في حركة "حماس" اتصالات مماثلة مع مسؤولين آخرين في جهاز المخابرات العامة الذي يرعى اتفاق المصالحة الفلسطينية الداخلية، لافتا إلى أن مجمل الاتصالات تتم في إطار إيجاد مخرج يحفظ ماء الوجه للجميع من خلال التوقيع على ورقة المصالحة. وكشف يوسف عن تحميل إسماعيل هنية، رسالة إلى رئيس حزب الوفد المصري، والنائب مصطفى بكري، اللذين كانا ضمن وفد مصري زار القطاع مؤخرا، لإظهار تضامنه ضد الحصار ورسالة شفهية إلى اللواء عمر سليمان، مدير المخابرات المصرية، تعكس رغبة حركة "حماس" بإتمام عملية المصالحة وإنهاء الانقسام. وأكد أن حركة "حماس" قدمت كل ما تستطيع لإنجاح الجهود المصرية الهادفة لإنهاء الخلاف الداخلي، وقال إنها طرحت التوصل إلى ورقة تفاهم فلسطينية فلسطينية يتم وضعها لتكون ملحقا للورقة المصرية للمصالحة التي ستوقعها حماس حال تم التوصل إلى اتفاق. وأشار أيضا إلى أن حركة "حماس" كانت تأمل في أن تلعب الجامعة العربية دورا في المصالحة خاصة بعد زيارة الأمين العام عمرو موسى إلى قطاع غزة. وبحسب الدكتور يوسف" فإن ورقة التفاهمات الفلسطينية الداخلية ستبحث فقط فيما مجمله 5 %، من الورقة المصرية، في حين لفت إلى أن ال 95 % الباقية ستكون ضمن الورقة التي أعدتها القاهرة. لكن يوسف، أشار إلى أن مصر لا تزال تطالب حركة "حماس" بالتوقيع أولا على ورقة المصالحة، ثم تؤخذ ملاحظات الحركة على الورقة عند التنفيذ. وتنص الورقة المصرية للمصالحة على إجراء انتخابات تشريعية ورئاسية فلسطينية وإعادة ترتيب الأجهزة بإشراف عربي تتزعمه مصر، وإجراء انتخابات لمنظمة التحرير. وتطلب "حماس" بعض التعديلات الخاصة بكيفية تشكيل لجنة الانتخابات، إضافة إلى تعديل الفقرة المتعلقة باللجنة الأمنية العليا، وقيادة منظمة التحرير. وأشار المسؤول الكبير في حكومة "حماس" إلى أن الحركة تريد التفاهم حول ملاحظاتها، قبل التوقيع حتى لا ينفجر الصراع الفلسطيني مجددا كما حدث عقب اتفاق مكة، الذي قال إن السبب وراءه كان عدم حسم الكثير من الأمور. وأشاد يوسف كثيرا بمصر، وقال إنها حاضنة القضية الفلسطينية على مدار ال 60 عاما الماضية، وطالبها في الوقت ذاته بأن تخطو خطوة إلى الأمام تجاه المصالحة من خلال دعوة الأطراف الفلسطينية مجددا إلى القاهرة لبحث ملف المصالحة. وكانت القاهرة، قد توقفت منذ أكتوبر من العام الماضي، عن دعوة حركتي فتح وحماس، للاجتماع تحت رعايتها، بعد سبع جولات من الحوار بدأت في مارس من ذات العام، بعد أن طرحت ورقتها للمصالحة التي وقعت عليها حركة فتح، ورفضت حماس توقيعها. وفي سياق الحديث عن ملف المصالحة قال وكيل وزارة الخارجية في الحكومة المقالة إن لديه قناعات باستمرار القيود الأمريكية على المصالحة في هذا الوقت. وأشار إلى أن كلا من الولاياتالمتحدة وإسرائيل، تريدان استمرار الانقسام لاستخدامه كورقة ضغط على الطرف الفلسطيني المفاوض لتقديم تنازلات، وقال إن هذا الضغط يمارس على أبو مازن، لإبقاء حالة الانقسام. وأكد أن الإسرائيليين سيكون من السهل عليهم التفاوض مع الفلسطينيين وهم في موقف ضعيف وواهن. وكان الدكتور نبيل شعث، عضو اللجنة المركزية لحركة "فتح" قد رفض تحميل حركته مسؤولية تعطل المصالحة، التي حملها لحركة "حماس"، وقال إن فتح ذهبت إلى جولات الحوار في القاهرة بهدف إنهاء الانقسام.