استقبال جماهيري حافل لدعاة السلام الأتراك العائدين من الأسر الإسرائيلي استقبل آلاف الأتراك في اكبر ساحات اسطنبول مساء أمس الناشطين الاتراك الذين عادروا من فلسطينالمحتلة بعد العدوان الاسرائيلي الهمجي على اسطول المساعدات لقطاع غزة. وتجمع المتظاهرون في "ساحة تقسيم" امام شاشة عملاقة اقامتها جمعية اسلامية خيرية ممن نظموا ارسال اسطول المساعدات الانسانية الى فلسطينيي قطاع غزة الخاضع لحصار اسرائيلي جائر منذ نحو أربع سنوات. وبثت على الشاشة المبادرات التي اتخذتها الجمعية في العالم في اجواء احتفالية. وكانت حكومة مجرم الحرب نتنياهو رضخت للتحذير التركي وأعلنت ترحيل جميع ناشطي القافلة البحرية بمن فيهم 350 تركيا من اصل 650 تقريبا. واعلن وزير الخارجية التركي احمد داود اوغلو مساء أمس انه ابلغ الولاياتالمتحدة انه "اذا لم يطلق سراح مواطنينا في غضون 24 ساعة (اي قبل مساء أمس الاربعاء) فاننا سنعيد النظر في علاقاتنا مع اسرائيل". واصرت السلطات التركية على ترحيل جميع المواطنين الاتراك لكن ثلاثة منهم مصابين بجروح خطيرة لا يمكن نقلهم من دون تعريضهم الى الخطر، بحسب الأطباء، ولم يتبين ما اذا كان وضع هؤلاء الجرحى تسبب بتأخر الطائرات التي أرسلتها تركيا لنقل رعاياها. واستهدف العدوان الاسرائيلي الهمجي خصوصا السفينة التركية "مرمرة" التي كانت تقل أكبر عدد من المتضامنين بينهم العديد من الاتراك. واستشهد تسعة ركاب أربعة منهم أتراك خلال الاعتداء الذي شنه رجال الكومندوس الاسرائيلي لمنع وصول الاسطول الى سواحل غزة. وطالبت تركيا (اسرائيل) برفع الحصار الذي تفرضه على غزة كشرط لاعادة العلاقات الى طبيعتها لكنها أضافت انه "حان الوقت لأن يحل الهدوء محل الغضب" في أعقاب العدوان الإسرائيلي على قافلة الحرية. وقال وزير الخارجية أحمد داود أوغلو في مؤتمر صحافي في أنقرة إثر عودته من الولاياتالمتحدة "مستقبل العلاقات مع اسرائيل يعتمد على موقف إسرائيل". وتابع "إنني لا أرى سببا لعدم عودة العلاقات الى طبيعتها بمجرد رفع الحصار عن غزة والافراج عن مواطنينا." وألغت تركيا مناورات عسكرية مشتركة واستدعت سفيرها من (اسرائيل) بعد العدوان على قافلة المساعدات يوم الاثنين. وأصدر برلمان تركيا المنقسم عادة أمس بالاجماع قرارا غير ملزم يدعو الى مراجعة العلاقات الاقتصادية والسياسية والعسكرية مع (اسرائيل). وقال داود أوغلو انه تم التعرف إلى ثلاثة أتراك من بين تسعة نشطين استشهدوا عندما اقتحمت قوات خاصة اسرائيلية سفن الاسطول التي كانت تحاول نقل مساعدات الى غزة وكان ناشط رابع يحمل بطاقة ائتمان تركية لكن جنسيته لم تتأكد. وتحدث داود أوغلو مع وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون أول من أمس لبحث الازمة الدبلوماسية وكان يزور نيويورك في اليوم السابق لحضور اجتماع لمجلس الامن التابع للامم المتحدة دعت لعقده تركيا لاصدار قرار يندد بالجريمة الاسرائيلية.