بعد ساعات من وصول الطائرات التي نقلت المئات من متضامني «أسطول الحرية» إلى اسطنبول والذين استقبلوا استقبال الأبطال، أكدت منظمة أن جميع قتلى الهجوم الإسرائيلي على الأسطول كانوا من الأتراك. وكان في استقبال المتضامنين العائدين في ساعة مبكرة صباح أمس نائب رئيس الوزراء التركي بولند أرينج وعدد من أبرز المسؤولين، وقال أرينج : «حتى الآن، نجحت الدبلوماسية ، وستتحمل إسرائيل قانونيا ثمن الجرائم التي ارتكبتها»، وأضاف: «أدنا جميعا هذا الهجوم الظالم الوحشي البربري الذي لا يمكن وصفه إلا بأنه شكل من أشكال القرصنة». وشارك في مسيرة احتفالية بعودة النشطاء الآلاف، لوح معظمهم بالأعلام الفلسطينية والتركية. وحملت الطائرات الثلاث التي أعادت المتضامنين، جثث ضحايا الهجوم الإسرائيلي التسعة إضافة إلى جميع الأتراك الذين كانوا يشاركون في الأسطول وعددهم 460 تركيا اعتقلتهم إسرائيل في وقت سابق الأسبوع الجاري لمحاولتهم كسر الحصار المفروض على قطاع غزة، وأعلنت هيئة الإغاثة الإنسانية التركية أن نتائج الاختبارات التي جرت في اسطنبول أظهرت أن جميع القتلى الذي سقطوا خلال عملية سيطرة إسرائيل على الأسطول في المياه الدولية كانوا من الأتراك. يذكر أن هيئة الإغاثة الإنسانية التركية كانت بين الجهات التي شاركت في تنظيم قافلة المساعدات الانسانية لغزة وتعهد رئيس الهيئة، بولنت يلدريم، لدى وصوله إلى اسطنبول بمواصلة إرسال أساطيل إغاثة إلى غزة «حتى يتم رفع الحصار»، وروى يلدريم، الذي كان على متن سفينة «مرمرة» التركية التي هاجمتها البحرية الإسرائيلية ضمن الأسطول أن النشطاء دافعوا عن أنفسهم ضد القوات الإسرائيلية الخاصة بهراوات حديدية وسيطروا على العديد من الجنود، وأكد يلدريم أنهم نجحوا أيضا في السيطرة على أسلحة جنود إسرائيليين وكان بإمكانهم استخدامها، إلا أنهم القوا بها في الماء، وقال: «حتى إذا كانوا استخدموها فإن ذلك سيكون دفاعا عن النفس». وقال يلديريم إن طبيبا اندونيسيا أطلق عليه الرصاص بينما كان يسعف جنديا اسرائيليا مصابا ووصف كيف أطلق الجنود الرصاص على جبهة مصور من مسافة قريبة وأيضا على ناشط ثالث خلال استسلامه. وبينما كان حوالى الف شخص يلوحون بأعلام تركية وفلسطينية ويرددون هتافات معادية لاسرائيل، لدى وصول المبعدين، اضاف «ثمة اشخاص مفقودون. لقد سلمهم أطباؤنا 38 جريحا ... وفي المقابل، قالوا لنا ان هناك 21 جريحا فقط». وردا على سؤال عن احتمال اختفاء اشخاص، اعلن وزير الخارجية التركي احمد داود اوغلو أن السلطات المختصة ستضع "لائحة" بالاشخاص، واضاف «لا سبب يدعو الى القلق في الوقت الراهن. وعندما يصل جميع رعايانا الى بلادهم، سنضع لائحة، واذا تبين ان ثمة اشخاصا مفقودين، سنتابع هذه الحالات حتى النهاية». من جهتها، اكدت ناشطة بلجيكية على السفينة التركية مافي مرمرة التي هاجمها الكومندوس الاسرائيلي، ان الناشطين لم يكونوا مسلحين كما اعلنت السلطات الاسرائيلية، وقالت كينزا إسناني ان «الناشطين على متن السفينة تصرفوا بطريقة غير عنيفة ومسالمة. لم يكن ثمة اسلحة. لم يصدر اي تصرف استفزازي او نية في التسبب بأعمال عنف على الاطلاق». واضافت «رأينا اشياء مرعبة، اشياء لم يخطر في بالنا لحظة ان نعيشها في حياتنا ... فليعرف العالم اجمع ما حصل على متن تلك السفينة. وهذا امر مهم للقتلى والاف الفلسطينيين الذين يعانون وينتظرون منا ان نفعل شيئا من اجلهم، وان ننهي هذا النزاع، وان يحل السلام، بكل بساطة»، وقالت انها تعتبر ان هذه الرحلة حققت «انتصارا» لأنها اتاحت حشد الرأي العالمي حيال غزة. وقالت «ادهشتنا التعبئة التي حصلت وادراك الناس اخيرا ان الوضع يزداد خطورة في فلسطين، وفي قطاع غزة الذي يخضع للحصار في هذا الوقت. انه انتصار على هذا المستوى، لكني افكر فعلا في القتلى وفي الاشخاص الذين لقوا مصرعهم على متن السفينة».