أعلنت تويوتا عن «علاج» لمشكلة دواسة البنزين التي يمكن أن تعلق والتي استدعت بسببها أكثر من 4 ملايين سيارة حول العالم. فقد أكدت مصادر أن الإدارة الوطنية لسلامة المرور على الطرقات السريعة في الولاياتالمتحدة وافقت على العلاج الذي اقترحته تويوتا لحل مشكلة الملايين من السيارات المباعة وفي أسرع وقت ممكن. وأكد رييه لحود وزير النقل وهو من أصل لبناني وتقع NHTSA تحت مسؤوليته بأن الإدارة راجعت خلال الأسبوع الماضي بالتفصيل مقترح تويوتا لعلاج المشكلة. وأعرب عن رضائه التام عن أسلوب تعاطي تويوتا مع مشكلة التسارع الغير مقصود ككل. ونقلت مصادر مطلعة عن NHTSA أن الإدارة راضية تماما عن مقترح تويوتا لعلاج المشكلة ومنعها من أن تعلق في 8 طرز من أكثر سياراتها شعبية. وأكد بأن الإدارة تضع التفاصيل النهائية قبل أن تعلن تويوتا عن الخبر يوم الأثنين الموافق 1 فبراير 2010. وقامت كل من تويوتا، وشركة CTS الكندية التي تصنع دواسة البنزين محل المشكلة بتطوير العلاج الذي يتضمن «حشوة» Shim تسمى «المُباعِدة» Spacer سيتم تركيبها لمنع الدواسة من البقاء في محلها عند رفع القدم عنها إذ تعمل الحشوة على زيادة الشد على الزنبرك الداخلي. وأظهرت تحقيقات داخلية أجرتها تويوتا أن قطرات مياه قد تتكون على قطع دواسات مستهلكة نتيجة تشغيل التدفئة يمكن أن تسبب التصاق الدواسة في موضع ضغطها بدون أن تعود إلى وضعها الصحيح. ويتوقع أن تجرى تحسينات على القطع في السيارات التي يتم استرجاعها. وسيتم استخدام هذا العلاج لحل مشكلة 2.3 مليون سيارة في الولاياتالمتحدة وذلك ابتداء من منتصف فبراير الجاري، و1.8 مليون سيارة في أوروبا، مضاف إليها 100 ألف سيارة من بيجو وستروين يتم إنتاجها بالتعاون مع تويوتا في مصنع بالتشيك، وكذلك 75 ألف سيارة في الصين. وفي نفس الوقت الذي ستباشر فيه تويوتا معالجة السيارات على الطريق، بدأت CTS فعليا بشحن دواسات بنزين جديدة كليا أعادت تصميمها وتطويرها بالتعاون مع تويوتا وأخضعتها لاختبارات مكثفة وصارمة للتأكد من سلامتها. ونلفت هنا أنه بنهاية العام الجاري 2010، ستحمل كافة سيارات تويوتا حول العالم إلكترونيات خاصة تجعل حدوث هذه المشكلة من الأمور المستحيلة، حيث تعمل الإلكترونيات على إعادة المحرك إلى سرعة دورانه الابتدائية عندما يرفع السائق قدمه عن دواسة البنزين ويحولها إلى دواسة الفرامل بغض النظر عن موقع دواسة البنزين. وبهذه التقنية ستصبح تويوتا أول صانع للسيارات في العالم يوفر هذا التجهيز لكل سياراته، في حين تتوفر عادة للسيارات الباهظة. وستكون كل من تويوتا كامري ولكزس ES350 أول السيارات التي ستحصل على هذا التجهيز. وفيما يخص السيارات التي تم بيعها ولكن تويوتا أوقفت تسليمها لحين علاج المشكلة، أكدت مصادر أن التسليم سيبدأ منتصف شهر فبراير بعد إصلاح المشكلة. إصلاح 2.3 مليون سيارة سيتسلم 2.3 مليون من عملاء تويوتا في الولاياتالمتحدة وكندا رسائل عبر البريد لإخطارهم بمواعيد إصلاح دواسات البنزين في سياراتهم. وقالت تويوتا بأنها ستعمل على مدار الساعة لضمان الوصول لكل العملاء، ووضعت لنفسها خطة للانتهاء من إصلاح كافة السيارات في زمن قياسي لا يزيد عن 3 شهور. وتسعى تويوتا من خلال حملة الاستدعاء التي تتطلب عمليات لوجستية معقدة إلى حث العملاء لإصلاح العيب المصنعي وعدم التقاعس عن الحضور إلى ورش الوكلاء. وستستخدم نظام لإرسال البريد لأكثر من مرة بهدف تأكيد رغبتها في أن يحصل كافة العملاء على الإصلاح المطلوب. وتأتي خطوة تويوتا لمنع تكرار ما حدث في أكتوبر 2005 عندما وجهت الدعوة إلى قرابة مليون عميل لإصلاح عيب مصنعي في ذراع تخص نظام التوجيه، وعلى مدى عام وحتى نهاية 2006 لم يستجب سوى ثلث العملاء. وقد أدى هذا فيما بعد لحوادث تعرضت لها سيارات لم تستجب لطلبات الاستدعاء وطالب عملاؤها بتعويضات. وقال بوب والتز نائب الرئيس في شركة مبيعات تويوتا في الولاياتالمتحدة والمسؤول المباشر عن المنتج والجودة والدعم الفني «عندما ترسل هذا النوع من البريد إلى العملاء، البعض يستجيب والبعض الآخر لا يهتم، لذلك سنقوم بحملات بريد متعددة وهدفنا إصلاح كل السيارات المستدعاة». وستتطلب عملية تركيب قطعة التقوية لإصلاح المشكلة قرابة 30 دقيقة فقط لكل سيارة، وقالت تويوتا بأنها ستغطي كافة مصاريف الاستدعاء دون تحميل العملاء أي مبلغ، وأن العملاء بعد استلامهم لسياراتهم لن يلاحظوا فرقا في عمل دواسة البنزين. وفيما بدأت شركة CTS الكندية والتي تتخذ من مدينة إلكهارت بولاية إنديانا مقرا رئيسيا لها في الولاياتالمتحدة بشحن دواسة جديدة إلى مصانع تويوتا بعد إعادة تصميمها كليا، فإن قطعة الإصلاح التي سيتم تركيبها في سيارات العملاء تصنعها شركات أخرى لم تكشف عنها تويوتا. وأكد جيم لينتز رئيس شركة مبيعات تويوتا بأن تويوتا استجابت على وجه السرعة بعد أن وردت المشكلة إلى مسامعها في أكتوبر 2009، رافضا أي تلميحات بأن شركته علمت بالمشكلة قبل ذلك بفترة طويلة وهو ما دأبت على ترديده بعض من وسائل الإعلام التي عُرِفت بهجومها الشديد على تويوتا. وقال لينتز «الركن الأساسي في تويوتا يستند على الجودة والموثوقية والأمان، ولطالما وقفنا إلى جانب العملاء، وهذا ما نفعله الآن. وبلا شك المشكلة الحالية محرجة بالنسبة إلينا، ولكنها لا تعني بأننا فقدنا مكانتنا الرفيعة في الجودة». ورفض لينتز ووالتز اتهامات بأن قصور في الأنظمة الإلكترونية هي السبب في مشكلة التسارع الغير مقصود، وأكدا بأن تويوتا أجرت تحقيقا واسعة وتوصلت إلى أن المشكلة تكمن في سببين وهما انحباس دواسة البنزين بالسجاد غير المثبت، ودواسة البنزين التي يمكن أن تعلق في محلها. وقال والتز بأن سيارات تويوتا تخضع لاختبارات قاسية للتأكد من سلامة الإلكترونيات فيها، ولم تفشل سيارة واحدة في هذه الاختبارات، مؤكدا بأنه في حال عدم توافق فتحة الخانق مع سرعة دوران المحرك، فإن المحرك يعود تلقائيا إلى سرعة دورانه الابتدائية كإجراء أمان احترازي. وأكد والتز بأن إصلاح الدواسة لن يكون علاجا مؤقتا، بل حل دائم وسيعمر طوال عمر السيارة. وأن بعضا من ورش الوكلاء ستبقى مفتوحة 24 ساعة لحين الانتهاء من إصلاح كافة السيارات. وأوضح بأن المصانع التي تنتج السيارات الثمانية محل الاستدعاء ستعود إلى عملها في 8 فبراير، وبعد أسبوع كامل من التوقف. وقال مايك مايكلز بأن الدواسة الجديدة التي أعيد تصميمها أرسلت بكميات صغيرة إلى المصانع المتوقفة عن الإنتاج قبل توقفها، وأن المصانع كانت قد بدأت باستعمالها في السيارات المنتجة قبل قرار الإيقاف الذي اتخذ لمنع تكدس المخزون في ظل قرار آخر لوقف المبيعات.