ضربت فتاة تدرس في إحدى مدارس الطائف (18 عاماً) أصدق وأورع أمثلة الوفاء والتضحية من أجل إنقاذ حياة والدها عندما ضحت بدراستها واختباراتها وهي طالبة في الصف الثالث الثانوي لتتبرع بجزء من كبدها لزراعته لأبيها بعد إصابته بداء في الكبد تطور حتى الزمه السرير الأبيض وقرر له الأطباء ضرورة تبرع أحد أقاربه بجزء من الكبد لإنقاذ حياته. الأب (محمد بن زيد الحارثي مندوب تعليم البنات بميسان بني الحارث بالطائف) رفض في بداية الأمر تضحية ابنته خوفاً على صحتها ومستقبلها الدراسي إلا أنه لم يجد مناصاً من ذلك عندما قررت الفتاة عدم الذهاب للمدرسة إلا بعد أن تنقذ حياة والدها بتبرعها بجزء من كبدها خاصة بعد أن أنهكه المرض وتكرر حث الأطباء على سرعة البحث عن متبرع بعد أن ساءت حالته الصحية وفقدت أسرته الأمل في وجود حل آخر لإنقاذ حياته. وخضعت الفتاة (في أول أيام الاختبارات) لعملية جراحية دامت 8 ساعات، بينما مكث الأب أكثر من 16 ساعة في مستشفى الملك فيصل التخصصي بالرياض ولا يزال يرقد في العناية المركزة بالمستشفى. تجدر الإشارة أن مثل هذه المواقف وإن كانت ليست نادرة في مجتمع عرف عنه متانة أواصر المحبة والرحمة بين أبنائه إلا أن هذه الفتاة قد سجلت بتضحيتها موقفاً جسد أصدق أمثلة الوفاء وأروع صور التضحية من أجل البر بالوالدين الأمر الذي يستحق الشكر من قبل المسؤولين والمجتمع ومؤسساته الإنسانية على هذا الموقف النبيل.