في يوم عيد الكرة السعودية التاريخي تم انتخاب أحمد عيد رئيسًا لاتحاد الكرة بعد أن كسب ثقة الوسط الرياضي قبل أصوات الجمعية العمومية وبعد أن كسب المناظرات والمواجهات الإعلامية مع منافسه قبل يوم التصويت وربما كان ذلك اليوم تتويجًا لنظرية أن الانتخابات قد تأتي بالأفضل ولكن ليس دائمًا وكما هي في الواقع قد تأتي بالشخص غير المناسب في مناسبات عدة ولذلك دواعي وأسباب مختلفة ، وفي انتخابات اتحاد الكرة كسب الأفضل والأكثر خبرة وتمرسًا وحضورًا وإقناعًا سواءً في برنامجه الواقعي أو حديثه المنطقي أو قبوله لكافة النتائج عكس منافسه الذي يبدو أن الخبرة خانته وهو يستعرض بعض ما يراه نقائص في عمل منافسه، وأجزم بأن أحمد عيد وهو يفوز بمقعد الرئيس لأربع سنوات من بوابة الانتخابات المشهودة والمتلفزة بكافة تفاصيلها أظهر للجميع قدرته على أن يكون الفارس المظفر في نهاية السباق بشفافية المشهد وعدالة الأصوات وثقة كافة الشرائح.. - لاشك بأن هموم الفائز ومسؤولياته كبيرة إلا أنه جدير بمواجهتها بعمل جماعي ناجح، ولعل أبرز القضايا تتمثل في مسيرة المنتخب الأول المستقبلية والاهتمام بالمواهب وبرامج النشء وروزنامة المسابقات وتنظيم اللجان والعمل الاحترافي ، وإذا كان شعار أحمد عيد (خبرة تستهدف المستقبل) فإنه قد ركز على إطلاق وعود قابلة للتنفيذ منها أن من الممكن أن نرى منتخبنا الأول بين أفضل أربعين منتخبًا ، ومن الممكن أن يكون عدد اللاعبين المسجلين خمسين ألفًا خلال أربع سنوات ، ومن المقبول أن يتم استحداث مسابقات جديدة واستمرار الروزنامة ، ومن الجميل دعم صندوق الوفاء وتوسيع دائرة المستفيدين من لاعبين وإداريين وحكام ، والأجمل تأهيل ألف مدرب وتوسيع مشاركة المدارس والجامعات وابتعاث الشباب السعودي وتوظيفهم في المجال الرياضي وزيادة الفرق المحلية وتوفير بيئة استثمارية لرعاية اللعبة ، ومن الشفافية أيضًا كشف مداخيل اتحاد الكرة والتركيز على العمل المؤسسي والأهم للإعلام أن برنامج الفائز أحمد عيد اشتمل على محور تكاملي يتمثل في شراكة حقيقية مع الإعلام وفتح قنوات للتواصل مع الجمهور ، وأثق في أن ذلك البرنامج سيجد سبيله للتنفيذ طالما أن القائم عليه هو أحمد عيد أحد نجوم الكرة السعودية وعمالقتها الكبار والذين تسنموا مناصب إدارية في المنتخب وفي الأندية وكان رئيسًا لمجلس إدارة كيان جماهيري كبير إضافةً لعلاقاته الدولية الواسعة وهو اليوم يجسد هذه التاريخ بما وجده من التفاف من الرياضيين وأهل الرياضة وعقلائها الذين وضعوا ثقتهم في برنامجه.. - ربما كان رأي الزميل عبدالعزيز الغيامة معبرًا أكثر عن واقع برنامجي المرشحين وذكر أنه اطلع على برنامج المرشحين أحمد عيد وخالد بن معمر الانتخابي ، فالأول كان أربعين صفحة ، والثاني ثلاث عشرة صفحة والأول عميق والثاني خطوط عريضة .. كلمات قليلة ربما اختصرت مسافات من الحكي والحديث عن فروقات الخبرة والممارسة العملية والحضور الرياضي.. - وفي النهاية لابد من الإشادة بالروح العالية التي سادت الانتخابات في البداية والنهاية وعناق المتنافسين أحمد عيد وابن معمر بعد ظهور نتائج الفرز وحديثهما فيما بعد عن الترقب ومشاعرهما سواءً الفائز أحمد عيد أو خالد بن معمر الذي لم يوفق ولكنه قال في النهاية كلمة جميلة هي أن فوز أحمد عيد هي فوز له وهذا الحديث يمثل المنافسة الشريفة ورقيها وتقبل النتائج وهو ما يجب أن يسود في كل المنافسات.. - مبروك لأحمد عيد ومبروك لأهل الرياضة هذا الاختيار الموفق ونتمنى كل التوفيق لعيد في أن يكون قادم أيام الكرة السعودية أعياد بمشاركات منتخباتها وأنديتها وأن تعود لها هيبتها في المحافل الكروية خاصة بعد حديث رئيس اتحاد الكرة المنتخب لوسائل الإعلام بأنه لن يتفرد بالقرار وسيكون عمله جماعيًا وتشاوريًا وهو ما خلق له التأييد.. - كما يجب أن نزف التهنئة للرئيس العام لرعاية الشباب الأمير نواف بن فيصل بنجاح أول انتخابات لرئيس اتحاد الكرة بتواجد المراقبين الدوليين والمحليين بما منحها أعلى درجات النزاهة والشفافية وهو ما يسجل لسموه وكل القائمين على هذا المشروع الوطني الناجح.