اوردت صحيفة سبق يوم الاثنين 4 صفر 1434ه خبرا بشأن مأذون الأنكحة الذي برر خلوته مع مطلقة بزواجها على المذهب الحنفي حيث تم القبض عليه من قبل رجال الهيئة وهو في وضع مخل مع امرأة مطلقة في مكةالمكرمة ، قال لهم انها زوجته وتزوجا على المذهب الحنفي حيث يجيز لها ذلك لأنها بلغت اكثر من ثلاثين عاما ويجوز ان تزوج نفسها من خلال قوله (قولي زوجتك نفسي) فرد عليها بكل سذاجة ودون استحياء قبلت بك زوجة.. فهذه العبارة زوجتك نفسي التي تقولها المرأة أو الفتاة ويردد بعدها الحمار الوحشي انت زوجتي الان امام الله وأنت حلالي حيث يؤكد لها انه زواجا شرعيا على سنة الله ورسوله محاولا ايهامها بذلك وإلباسها ثوب الشرع بكلمة المذهب الحنفي على سنة الله ورسوله وهي لاتدري ماهو المذهب الحنفي ، ولكن الحقيقة انه زيف وخداع وكذب واستدراج بالكذب والوهم وتغرير للنساء والفتيات حتى يقعن في الفخ والمصيدة لاصطياد ضحاياهم بوسائلهم اللعينة وبهذا الاسلوب الرديء فهذا ليس زواجا صحيحا لأنه يفتقد لشروط الزواج من الولي والشهود والصداق والعقد ، فهذه العبارة لاتجعل الفتاة او المرأة زوجة امام الله ولا تجعل الرجل زوجا لها ايضا امام الله وليس لأحد منهما أي حقوق لدى الاخر ولكنه تلاعب استغلال للدين والتستر والتخفي وراء الدين لتحقيق اهواء ورغبات الجسد الزائلة فهذا ليس زواج بل علاقة جنسية مبتذلة ورخيصة وشذوذ جنسي لإشباع تلك الرغبات بهذه الطريقة الحيوانية. فهذه حالات تحدث كثيرا خاصة بين البعض من النساء المطلقات وطالبات الجامعة حيث يعتقدن انه زواج شرعي امام الله بينما هو مخالفة للدين وهذه ظاهرة خطيرة جدا انتشرت كثيرا في العديد من المجتمعات العربية والإسلامية. وصحيح ان طريقة زوجتك نفسي موجودة ايضا في الديانة النصرانية حيث تعتبر المرأة هي ولية نفسها ويتم عقد الزواج بهذه الطريقة ويسمى في بعض البلدان بالزواج الاسلامي ، فقبل فترة كانت هناك حكاية مشابهة لهذه الواقعة لعضو مجلس الشعب السابق عن حزب النور المصري الشيخ السلفي الذي تم ضبطه مختليا مع فتاة تبلغ من العمر 23 عام طالبة جامعية بكلية التربية حيث كان في وضع مخل بالآداب في سيارته في مكان مظلم بالطريق الزراعي السريع والذي اكتفى بكلمة قولي (زوجتك نفسي) وردد بلا مأذون ودوشة دماغ وقال لها بكل رومانسية ياحبيبتي عش العصفور يجمعنا في السيارة ، وعندما سأله ضابط الشرطة الذي ضبطه بالجرم المشهود قال لضابط الشرطة دي خطيبتي ياناس .. لقد اصبح الدين في إجازة في ظل وجود مثل هؤلاء المتنطعين .. فلماذا بدا يشع الفساد في المجتمع والاختلاء بالنساء من بعض المشايخ والأئمة ومأذوني الانكحة وبدأت تتلاحق الحكايات حول هذا الفساد الشاذ وغيره فتارة قاضي مسحور وأخرى كاتب عدل يحتفظ بملايين الريالات في سرداب ونحن الذين نعتبرهم هم الصفوة والقدوة الحسنة في المجتمع للكثير من الامور الدينية والشرعية ، ونعتبرهم امناء على اعراض الناس وهذا هو الانطباع السائد عنهم لكن بدأت الصور مشوهه ، وهم يعتبرون انفسهم منزهين ولا يجب انتقادهم ولا يحق لأحد أن يوجه لهم ذلك .. انها النفس الامارة بالسوء والفساد الذي استشرى في المجتمع واهتراء النسيج الاجتماعي للقيم والأخلاق الذي جعل مثل هؤلاء يتاجرون بالدين ويتمسحون ويتظاهرون به ويضحكون على عقول البسطاء من عامة الناس بالغش والخداع والغلو والتنطع. فما اكثرهم ، هؤلاء هم شواذ القوم من الفاسدين الذين تلبسوا بالدين لغرض الدنيا قاتلهم الله ، فقد اصبحوا ضمن القطيع يشربون من ماء آسن .. أخر المشوار : ومن هنا لا يجوز للمرأة أن تزوج نفسها ، فإن زوجت نفسها فنكاحها باطل عند جمهور أهل العلم سلفاً وخلفاً ؛ وذلك لأن الله سبحانه وتعالى خاطب بالتزويج أولياء أمور النساء قال : ( وَأَنكِحُوا الأَيَامَى مِنكُمْ وَالصَّالِحِينَ مِنْ عِبَادِكُمْ) وقال صلى الله عليه وسلم : ( لا نكاح إلا بولي وشاهدي عدل) ---------- كاتب صحفي للتواصل /[email protected]