طيلة الليلة قبل الماضية كان معظم الشباب السعودي (أكرر الشباب) من الجنسين متسمّرين على أجهزة الكمبيوتر والجوالات يتبادلون الأسئلة القلقة ، والأمنيات المتفائلة عبر وسائل التواصل الاجتماعي عن عملية الملك المحبوب (عبدالله بن عبدالعزيز) ، وكلما ظهرت تغريدة هنا أو هناك فيها تطمين أو تفاؤل تدفقت عليها تعليقات الدعاء والأمل بالآلاف خلال لحظات ، وما إن صدر البيان الرسمي عن نجاح العملية الجراحية مع تباشير الصباح حتى تحولت (تويتر) و(الوات ساب) وال(sms) وغيرها إلى حفل تهانٍ قوامه عشرات الآلاف من الرسائل والتغريدات والتعليقات ، ورموز الفرح والابتهاج ، وحيث كان أبنائي وبناتي وعدد كبير من أقاربهم وأصدقائهم يتابعون ويرصدون عبر قروبات خاصة وعامة ، فقد اطلعتُ -فوق متابعتي الشخصية- على جانب كبير من صورة الابتهاج والفرح ، ونوعية التعبيرات العفوية والدعوات الخالصة ل(أبو متعب) وشعرت لحظتها -كما هو الحال في مواقف سابقة- أن هذا شبه استفتاء عفوي على محبة (عبدالله بن عبدالعزيز) من قبل أبناء وبنات شعبه الوفيّ ، وخاصة الشباب من الجنسين الذين بلا شك وجدوا في مليكهم الأب والقائد وأهم من ذلك الصادق الحريص على واقعهم ومستقبلهم. الشباب السعودي اليوم يعرف ويدرك حجم الجهد الذي بذله عبدالله بن عبدالعزيز من أجلهم في شتى المجالات الحيوية والمعيشية ، وأهمها التعليم بجامعاته الجديدة وجموع بعثاته إلى مختلف دول العالم ، ولذلك فهم -وكما هو ملحوظ وواضح- لا يرون في مليكهم إلا ربّ العائلة الذي يهمه أن يرى أبناءه وبناته في أفضل الأحوال والمواقع والمستويات ، وهم -تبعاً لهذه الثقة العميقة- أحبّوه ، واعتبروه سندهم وقوتهم في وجه كل من يقصّر في تنفيذ توجيهاته وأوامره لخدمتهم ، بل إنهم ومن واقع ما يكتبون ويتحدثون يتذاكرون بحبّ وفخر ، ويذكّرون كل من يتعالى عليهم أو يقصّر في حقوقهم بمقولة عبدالله بن عبدالعزيز (ما أنا إلا خادم لكم) ويردفون دائماً هذا (أبو متعب) وهو من هو في قلوبنا وعقولنا قامة ومقاماً يقول ذلك ويفعله ، فما بال بعض الآخرين ممن هم أدنى مسؤولية ومقاماً لا يقتدون ولا يعون ، فيتواضعوا وينتجوا وينفذوا؟!. الليلة قبل الماضية تبادل الشباب من الجنسين عبر وسائلهم كل ألقاب المليك التي استحقها عن جدارة لكنهم أجمعوا على لقب (حبيب الشعب عبدالله) الذي كان ومازال ميداناً رحباً لتعبيرهم عن عشقهم الواعي للمليك. الأفق الواعي ، ولغة الصدق اللذان تَحرك من خلالهما (ملك القلوب) منذ توليه ، والطموحات المستقبلية الكبار المعلقة على شخصه الكريم هي التي وضعته في هذه المنزلة العظيمة في قلوب شعبه ، تلك القلوب المُحبة التي كان نبضها طيلة الليلة قبل الماضية ، يدق على إيقاع التفاؤل بصحته والمتطلع إلى نجاح عمليته ، ليبلغ نبض الفرح أقصاه عند قراءة النبأ السعيد ، لقد أحبّ (أبومتعب) الشعب فأحبوه ، ومحضهم الصدق فمحضوه الحب ، وسهر من أجلهم ، فسهروا يترقبون بشرى نجاح عمليته وسلامته ، وفرحوا بالنجاح واستبشروا ، فهنيئاً للمليك بحبهم ، وهنيئاً لهم سلامة حبيبهم. حفظ الله (أبو متعب) ومتّعه بالصحة وهذا الحب العظيم الذي يحيطه من الملايين ، وأبقاه لإكمال مسيرة الإصلاح والتطور.