المستشفى المعروف بكثرة الأخطاء الطبية المتواترة ، والكائن في مدينة جدة ، ما برح يزاول العمل رغم فداحة ما جرى بين جنباته ، واقترف على مسرح عملياته العديد من الأخطاء التي أوصت تقارير صحفية موسمية سابقة بأنه لم يعد مؤهلاً للتعاطي مع العمليات الصغرى ، ناهيك عن العمليات الكبرى ، والتي في الغالب الأعم تندرج تحت العنوان (الساخر : العملية نجحت لكن المريض قضى نحبه)!! إذًَا هي مسؤولية المريض ، المريض هو الغلطان يا بيه!! وعند استعراض حالات الوفاة التي نجمت عن أخطاء طبية في هذا المشفى ، الذي يبدو أنه فوق المساءلة ، وفي منأى عن المحاسبة ليس من الآن ، ولكن منذ أن توفي الدكتور الجمجوم -يرحمه الله- بخطأ طبي لا يقل كارثية عن الخطأ الذي أودى بحياة الدكتور طارق الجهني -يرحمه الله- ومنذ وقت ليس ببعيد قضى ماجد القرني نحبه بخطأ طبي في ذات المشفى ، ولسنا في طور إحصاءِ وعدِّ أولئك الذين قضوا ودلفوا إلى حياة أخرى من بوابة هذا المشفى ، الذي لم يزل وحتى اليوم يمارس العمل دونما حياء ، ودون وجل من المساءلة المسؤولة ، وتأتي وفاة الطفل صلاح الدين جميل بخطأ طبي جسيم لتعيدنا جميعًا إلى المربع الأول ، وللمساحة الرمادية ، حيث نتلفت يمنة ويسرى ونتساءل : مَن المسؤول يا ترى؟ وما هو الإجراء المناسب لمحاسبته الحساب العسير؟ ينبغي أن يتحمّل مالك المستشفى ، وإدارة المستشفى ، والكادر الطبي الذي تولّى إجراء العملية الجراحية المسؤولية كاملة ، وأن يُحالوا إلى القضاء المتخصص للفصل في الأمر ، وعلى وزارة الصحة أن تبادر إلى إغلاق غرف العمليات التي أغلقت في حادثة أولى ، ثم ترهل الأمر وأعيد افتتاحها لممارسة نشاطها ، لا بل هناك مَن يرى ضرورة إلغاء تصريح هذا المشفى ، أو تحويل التصريح إلى مستوصف رعاية أولية!! إن بقاء هذا المشفى بوضعه هذا سيكون مسرحًا لأخطاء طبية أخرى ، وربما كبرى.. تكفى يا وزير الصحة .. احسم الأمر حتى قبل إحالة الأوراق إلى الشؤون الصحية ، فليس ثمة ضرورة للتحقيق. فمنذ وفاة الدكتور الجمجوم ، وإلى اليوم والتحقيقات تتوالى ، إلاّ أن المخطئين والمقصّرين عادة ما يخرجون سالمين من هكذا تحقيقات مثل الشعرة من العجين ؛ لتتواصل على أيديهم -إذا لم يَهربوا أو يُهربوا- مسلسل الأخطاء الفظيعة ، وإزهاق الأرواح البريئة!! * ضوء : (القرارات العظيمة هي تلك التي تقضي على مسلسل الأخطاء ، وتمحو الخطيئة).